١٠٠ يوم مرت على وفاة الإعلامي القدير سعيد بن محمد الدوسري، وترك لنا ولمحبيه الكثير من الصور والقصص والعبر، ملأ حياتنا لسنين بالمحبة والمرح، فكان نموذجاً للإعلامي الذي لا ينام، حتى في أحلك أيامه وأصعبها لا ينقطع عن الكتابة أو حضور لمناسبات الاجتماعية.
ما أصعب الفراق يا أبا محمد … وكما قيل عن الفراق: لكم في الذكرى شجون من أجلها تدمع العيون فإذا طال الزمان ولم تري فبحثوا عني عند من أحبوني وإذا زاد الفراق ولم تروني فهذا كلامي بهي تذكروني، والفراق لسانه الدموع وحديثه الصمت ونظره يجوب السماء، والشعور بالفقد فراغ مع ازدحام الجميع حولنا، والموت أصعب ما نواجه فنحن لا نتخيل الحياة بدون من احببناهم واحبونا، هكذا هي الحياة…! تجمع وتفرق.
رحل أحد أعمدة الإعلام المخضرمين في الأحساء تاركاً خلفة تاريخاً من انجازات وسيره عطرة في قلوب محبيه، فمنذُ نعومة أضافره عمل كموظف في شركة أرامكو السعودية وبدأ مشواره الإعلامي كمحرر صحفي في “جريدة اليوم” في عام 1393إلى عام 1406هـ وهو أحد مؤسسي مكتبها الإقليمي في الأحساء، وتنقل بين صفحاتها كمحرر مهتماً بالشئون الثقافية والمحليات والتحقيقات الصحفية، والأخبار الرياضية، وبعد هذا المشوار ابتعد قليلاً عن مجال العمل الصحفي ليمارس هوايته في الخط العربي والرسم، فطور من هوايته ومن ثم إفتتاح وكالة للدعاية والإعلام في عام 1407هـ، ليعود بعد ثلاث سنوات إلى التحرير الصحفي، ليعمل في ” مجلة الشرق أنذاك قبل أن تتحول الى صحيفة , ثم انتقل الى صحيفة الاقتصادية، ومن ثم صحيفة عكاظ، والشرق الأوسط ” وهو من أوائل مؤسسي الصحف الإلكترونية في المنطقة الشرقية والمملكة , بداية بتأسيس صحيفة “الاحساء نيوز” ورئاسة تحريرها ، ثم انتقل إلى تأسيس صحيفة الاخبارية مباشر الإلكترونية وعمل كرئيس تحرير والمشرف العام حتى وفاته، وفي مشواره الصحفي كتب أكثر من 100 مقال للرأي في مختلف الصحف المحلية ومجلات خليجية مثل مجلة النهضة الكويتية، وزهرة الخليج، ومجلة الرجل.
كان من الإعلاميين المثابرين وصنع مجده بيده، وتلألأ نجمه في سماء العصامية والكفاح، وكما شارك أيضاً في صناعة امجاد آخرين وتشجيع المواهب الشابة ومساندتهم … سعيد الدوسري (رحمه الله) نموذج للصحفي النادر حقاً، وكانت له نشاطات كثيره من ضمنها تولى قيادة منتدى الإعلاميين بالأحساء، عضو المنتدى الإعلامي بجمعية الثقافة والفنون، وكان محباً شغوفاً للعمل الصحفي ولم يتوقف عطاءة بل كان كالنحلة يتنقل من صحيفة إلى أخرى، وفتح الباب للمبتدئين ليعملوا معه.
لا نجد شخصاً مثله في الإعلام وصديقاً أفضل منه، وقلما نجد قلباً كقلبه الكبير وابتسامته العريضة الدائمة، لا يمكن لنا أن ننسى أبو محمد، لأنه كان جزءاً من نجاحنا، ولا أنسى في بداياتي في كتابة المقالات وكلما التقينا في مناسبة كان دائماً ما يشجعني على كتابة المقالات ، إنه لمن المؤسف أن نفتقد أيقونة إعلامية محفزة ومشجعة في عالم الصحافة، ولكنها حكمة الله في خلقه هكذا أنقضي عمره وأختفي من حياتنا وحياة أهله، سأظل دائماً اتذكرك يا أبا محمد فأنت من شجعني في بداية حياتي بأن أكون كاتباً … أسأل الله ان يجعل لك من أسمك نصيب وتسعد بالفوز بالجنة، اللهم أرحم سعيد بن محمد الدوسري بواسع رحمتك واسكنه فسيح جناتك.
بقلم / عبدالله الزبده
ak.alzebdah@gmail.com