الاحساء ـ زينب بوخشيم
بتعاون مشترك بين محافظة الأحساء ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وجمعية الثقافة والفنون بالأحساء تم عرض فيلم ( جود) العالمي في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء في عروض ثلاثة توزعت على يومين احتفاء بذكرى اليوم الوطني الثامنة والثمانين للمملكة العربية السعودية.، والجدير بالذكر أن الفيلم أنتجه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بمقاييس عالمية ، وبإخراج ( أندرو أنكاستر) بفريق مشترك عربي وغربي ، وبموسيقى ( جيري لاين ) ؛ ليحضر الفيلم في أكثر من محفل عالمي منها مهرجان ( كان ) السينمائي .
وقد حان أن يحط في هذه الذكرةى العظيمة لبلادنا في كل فروع جمعيات الثقافة والفنون ، بعد أن عمل في الفيلم العديد من شباب المملكة المخلصين لوطنهم من أشتى بقاع المملكة ، وبعرض الفيلم لامس شيئاً من وجدان كل حاضر ، فالأحساء حضرت في ثنايا الفيلم ، وهكذا يتعرف كل مشاهد في المملكة العربية السعودية على الماضي والحاضر معآ ، وبيئة كل مدينة في شرق البلاد وغربها ، ومن شمالها حتى جنوبها ، فيتنقل بين الحجاز ونجد ومكة والأحساء والعديد من مناطق المملكة الجميلة .
وقد تباينت ردود أفعال الحاضرين ، فانعقد في المقهى الثقافي بالجمعية لقاء لفريق فكر الذي يضم نخبة من شباب الوطن لاستعراض تجربة المشاهدة التي استمرت سبعين دقيقة مدة الفيلم ، فأشادت قائدة الفريق الأستاذة فاطمة العلي ببداية الفيلم والنهاية ، حيث ابتدأ الفيلم بالموت ، وانتهى بالحياة متفائلة بالنهاية ، بينما أخذت دعاء سعاد على الفيلم طوله ، وخاصة حين يتم تقديم فيلم صامت خال من أي حوار ، ولفت المصور الفوتوغرافي النظر إلى جمال الصورة ، وجودتها العالية ، وقدرة هذا الفيلم الخالي من الحوار على إدهاش المشاهد في سبعين دقيقة دون أن يشعر بالوقت ، فهذه المساحة التي أشار إليها المصور هي ما جعلت الجمهور يذهب بخياله متنقلين بين لقطة وأخرى ، ومنذ اللقطة الأولى يأخذك الفيلم في رحلة طويلة مليئة بالمشقة والمتعة معاً .
وأشار في ختام اللقاء الدكتور محمد البشير المشرف على المقهى الثقافي إلى أهمية هذا التباين في الآراء ؛ لأن الفيلم مادة قابلة لتنوع القراءات وتباينها ، وهذا شيء إيجابي بمقاييس نظرية التلقي على حدِّ قوله ، بينما أشار بأن هذا الفيلم قصيدتنا المعاصرة حين تتحول الصورة والموسيقى إلى حرف جديد في القصيدة المعاصرة فمخرج الفيلم اتخذ من الموسيقا إبرة نسج بها المشاهد المتباينة التي لا يمكن حياكتها إلا بصوت يستطيع عرضها دون نفور لدى المشاهد.
بينما أجاد الموسيقي في حياكة الصور وربطها، فقد انسابت وتوافقت الصورة والموسيقا ، واستطاعت جذب المشاهد ، وإسقاطه وسط الفيلم دون الحاجة لحوار على الإطلاق، وهذا ما تستطيعه الموسيقا دون سواها، الحديث بلسان عالمي يفهمه الجميع ، يغني عن الحوار ، ويجعلك منذ البداية وحتى النهاية تفتش عن الحوار ، فلا تجده ، وإنما هو من يجدك حين تخرج من الفيلم بقدر كبير من الموسيقا التي تغنيك عن أي حديث.
وقد اتفق الجميع على أهمية مثل هذه العروض التي من شأنها تحفيز العقل على التفكير ، وأهمية مثل هذا الفعل في يومنا الوطني الذي يجدر بنا التفكر في النعم التي ننعم بها في أمن وأمان ، ورخاء وسعادة ، داعين أن يديم الله نعمه علينا ، ومجددين الولاء لقادة بلادنا ، متفائلين بمستقبل زاخر وبرؤية حكيمة .








