يواصل فريق فكر بالمقهى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء طرح المناقشات التي تحفز على التفكير وتثير في الأذهان أسئلةً عديدة حيث ناقش بالأمس وفي لقاء مفتوح يضم جمهورًا من المثقفين من الرجال والنساء كتاب (تكوين المفكر) للدكتور عبدالكريم بكار و بإدارة الشابة بنين الحاجي ، إذ تطرقت إلى مفهوم عدد من عناصر المجتمع لتمييز كل عنصر منها عن الأخرى: المتخصص والعالم والمصلح والمفكر والفيلسوف والمثقف كما ميزت المثقف الحقيقي عن المثقف الوهمي وعقدت مقارنة بين العالم والفيلسوف واتجهت بعد ذلك للحديث عن المفكر وصفاته باثةً في محاور النقاش عددًا من الأسئلة التي تنوعت إجابات الجمهور وتعددت آراؤهم حولها، ففي سياق حديثها عن المفكر المسلم تطرح المحاورة الحاجي سؤالًا احتدم نقاش الجمهور فيه: “رغم أن الإسلام يمتلك مقومات التفكير، فما سبب قلة المفكرين المسلمين أو قلة التفاعل معهم؟
فأجاب أحد الحاضرين بأن السبب في ذلك حسب اعتقاده هو الاعتماد الكبير على العلماء، وأن المسألة تبدأ منذ الاشتغال على العلوم الدينية قديمًا حيث المعايير الصارمة والحذر الشديد في التعامل مع القرآن أدى إلى تحجيم عدد المفكرين، بانعكاس ذلك على المجالات الأخرى. وهناك من أعاد ذلك إلى طبيعة قلة عدد المفكرين في أي مجتمع، ونفى تخصيص ذلك بالمجتمع الإسلامي. وقالت إحدى المداخِلات بأن السبب هو انصراف التفكر في أمور تاريخية غير مفيدة وعدم استغلاله فيما ينفع المستقبل. وأجابت أخرى بعدم تقبل المحيط من الأهل خاصةً للأسئلة التفكرية التي يطرحها أبناؤهم وعدم توجيههم وتشجيعهم على البحث.
ثم انتقلت المحاورة الحاجي إلى الكلام على الحقيقة ومفهومها بوصفها غاية كل مفكر، موجهةً هذا السؤال: ما أوجه التشابه بين الحقيقة والغموض؟ وهل للحقيقة عيوب؟
كما تحدثت عن التفكير بما هو “فن طرح الأسئلة ” فمتى يُطرح السؤال: قبل المعرفة أم بعدها؟ وقد جاءت الآراء توافق بين الاثنين معًا؛ فطرح الأسئلة لا يتوقف حتى بعد بلوغ المعرفة المنشودة. كما أن السؤال قبل المعرفة يحفز على الوصول إليها، والسؤال بعد المعرفة يعمقها، وكذلك هو أداة للتشكيك فيها للتأكد من مدى صحتها.
وأخيرًا، ختمت المحاورة بنين الحاجي المناقشة بحديث حول ثنائيّتَي التفكير والعواطف، والواقع والقيم.
وختاما تقدم فريق فكر بالشكر الجزيل لأصغر أعضائه المحاورة بنين الحاجي ، وذلك لنجاحها في إدارة الحوار ، واستلامها شهادة تذكارية تسلمتها من مدير جمعية الثقافة والفنون الأستاذ علي الغوينم الذي أشاد بدوره بالفريق وبروحه الشابة الجاذبة لهذا الجمهور ، وقدرته على إثارة الأسئلة ، بينما أكد المشرف على المقهى الثقافي الدكتور محمد البشير على الدور الذي يقوم به الفريق من خلال قائدته الأستاذة فاطمة العلي والنخبة المميزة معها ، وعلى ما يتبناه الفريق من ثقافة الحوار حيث ختمت المحاورة بخلاصة مفادها “إن المفكر يبتهج بالرأي الذي يخالف رأيه؛ لأنه سوف يساعده على إثراء ما لديه ” ، وهذا ما يتمتع به الفريق من روح .