لم يشهد العالم حملة اعلامية وجدلاً كبيراً مثلما شهدته في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي رحمه الله، أخذت في طياتها تكهنات واسعة وقفزت استنتاجاتها وزادت شائعاتها، غالبيتها العظمى لم تعتمد على معلومة حقيقية، أو مصدر رسمي أو دليل مؤكد فالهدف الأول والأخير استغلال هذه الحادثة للإساءة للسعودية ، فمنذ اليوم الأول وغالبية التقارير التي نشرت وبثت احتوت على مغالطات كثيرة وروايات مختلقة لم تستند إلى حقائق وإنما على تكهنات وتسريبات، فمن المؤكد أن لهذه الحملة الشرسة غير المهنية التي تخوضها وسائل الإعلام التركية والقطرية وكذلك الغربية في هذه القضية ستكون لها تأثيراتها في تعميق الهوة بين الشرق والغرب، وإيجاد منفذ يدخل منه اللذين يبحثون عن هذه الثغرات لإنفاذ سمومهم، وستتعزز مفاهيمهم المغلوطة بعد أن كان هناك ردم لجزء كبير من تلك الهوة في السنوات القليلة الماضية، ولا جدال أنه من حق الصحافة البحث عن الحقيقة والركض من أجل الوصول للمعلومة، لكن ليس من حقها أبدا التجييش والتحريض واطلاق الاتهامات.
ففي البلدان التي يشن إعلامها حرباً شرسة تبين أنهم من طرف «محبي جماعة الإخوان المسلمين» وعلى رأسهم تركيا التي ترفض إلى الآن التعاون مع المحققين السعوديين ولا تجد إجابات على أسألتها، ولكن ما نراه إلى هذا اليوم كلها محاولات للاستفادة من الضجيج العالي ضد السعودية وآخر أمر يهمهم حقاً الحصول على الحقيقة العدلية الجنائية، بل توظيف الأمر لعرقلة الإقدام السعودي في محاربة الجماعات والشبكات الإرهابية وتجفيف ينابيع تمويلها… على كل حال، ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية وقائد الحرب على التطرف، شدّد في أول كلمة له بعد الحملة الإعلامية الشعواء على السعودية عقب مشكلة قتل جمال خاشقجي رحمة الله بمؤتمر الاستثمار بالرياض وكانت كلمته واضحة: “مستمرون في الحرب على التطرف”.
وأخيراً… جريمة قتل الصحفي خاشقجي أصبحت قضية سياسية في ظروف غريبة جداً، ونفذت على أرض «غير صديقة»، نتيجة الخلاف السياسي والتحازب الإقليمي في منظومة قطر – تركيا ضد السعودية، وأصبحت القضية سلعة لمرتزقة الإعلام يتبايعونها لمن يدفع أكثر و اللذين يدّعون انشغالهم بها في الحقيقة لا يهمهم جريمة القتل بل يهمهم الاضرار بالسعودية فقط، “خيّب الله آمالهم وأعمالهم”.
بقلم عبدالله الزبده
ak.alzebdah@gmail.com