أعلنت إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في إمارة الشارقة، خلال مؤتمر صحفي عقدته، في مقر الدائرة، عن تفاصيل الدورة الواحد والعشرين لمهرجان الفنون الإسلامية التي تقام تحت رعاية الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، وتنطلق بعد غد الأربعاء 19 ديسمبر، وتستمر حتى 23 يناير 2019، تحت مسمى «أفق»، كشعار يجمع التجارب الفنية المشاركة من تشكيلية ومعمارية، وحضر المؤتمر محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، المنسق العام للمهرجان، وفرح قاسم مسؤولة المهرجان، بجانب عدد واسع من الفنانين، ومحبي الفن الإسلامي، والإعلاميين الممثلين لمؤسسات محلية وعربية، وإدارته الإعلامية نورة شاهين.
وقال القصير في كلمته “منذ عقدين وضع الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي، حاكم الشارقة، حجر الأساس لمهرجان الفنون الإسلاميّة، لتشهد الدورات المتعاقبة منه تراكماً فنياً لافتاً، ويصبح علامة فارقة في الفنّ الإسلاميّ.
ونحن الآن، وبعد عشرين عاماً يؤكّد المهرجان مصداقيّته في إعادة الأفق إلى هذا الفنّ العريق، فعرف مكانة مهمة في الساحة التشكيلية العالمية.
وتابع: “تواصل الدورة الحادية والعشرون من مهرجان الفنون الإسلاميّة، هذا الطريق انطلاقاً من يقينه بأهمية دعم الثقافة والفنون، وحثّه على تواصل السعي لتحقيق رؤية مشروع الإمارة الثقافي والتنويري المتكامل، خاصة وأن ذلك المهرجان منذ أن اهتدى إلى أوّل الطريق، في أواخر تسعينيّات القرن الماضي، كان سبّاقاً في الكشف عن مبدعي هذا الفنّ، وفي طرح مشروعات فنية جعلت من الدهشة أمراً يلازم عين المشاهد طوال أيام الاستضافة”.
وسلّط مدير المهرجان الضوء على مفهوم شعار الدورة الحالية “أفق” في قوله: اختيار “أفق” هذه المفردة – التي تعني الخيال، دفعت إليه الرغبة في الابتعاد عن المباشرة، والذهاب إلى مجازات التعبير، وجماليات التأمل، واستكشاف أسرار الصورة المصاغة بالإحساس، وبالتالي تذوّق حالة من التلقي تتدفّق معها الصور، على وقع ما أجاز الفنان لنفسه من آفاق تعبيرية.
وواصل حديثه حول الشعار: “تحلّ نسخة هذا العام بروح فنية متجدّدة، وهي مناسبة كبرى لاستضافة مبدعين عرب وأجانب، وشعار الدورة الحالية إنما هو الوصف لتظاهرة جمالية تجمع الشرق والغرب على إرث إنسانيّ، وروحانيّ، في إمارة تنير الدروب أمام الإبداع، فيما تحلّق في عوالم بصرية مشغولة في لحظة إبداعية تستند إلى الخيال والحدسِ لدى الفنّان، الأمر الذي يكسبها قيمة جمالية في الزمان والمكان معاً. هكذا إذاً يتجلّى روح العمل في الدمج بين الموهبة والمادّة”.
ورفع مدير الشؤون الثقافية الستار عن التفاصيل التي تحملها النسخة الواحد والعشرين من فعاليات وأنشطة زاخرة، وأشار إلى أن المهرجان على موعد مع 238 فعالية من معارض، وورش فنية، ومحاضرات، تستضيفها دائرة الثقافة بالتعاون مع 25 جهة رسمية في الشارقة، ومنها على سبيل المثال كلية الفنون في جامعة الشارقة، واتحاد المصورين العرب، ونادي سيدات الشارقة، ومتحف الشارقة للخط، وبيوت الخطاطين، وسجايا فتيات الشارقة.
وفيما يتعلق بالمعارض والفنانين والدول المستضافة، قال القصير: “تشمل الفعاليات 55 معرضاً يحتضنها متحف الشارقة للفنون، وواجهة المجاز المائيّة، ومركز مرايا للفنون، وجهات أخرى في الإمارة، في حين يشارك في مهرجان هذا العام 63 فناناً من 20 عشرين دولة عربية وأجنبية، ومن المنتظر أن يقدموا 377 عملاً فنياً من تجهيزات، و حروفيات، وجداريات، ولوحات في الخط الأصيل والزخرفة، فيما سيتم تنظيم 144 ورشة فنية، كذلك عرض 11 فيديو لتجارب فنية متنوعة، في حين ستعقد دورة تدريبية في الخط العربي”.
وتابع في كشف التفاصيل حول المعارض الموازية والشخصية، إضافة إلى ملتقى خطاطات الخليج الذي يقام للمرة الأولى، ضمن فعاليات المهرجان: “في الجانب النظري سيتم تقديم 26 محاضرة حول الفنون الإسلامية، فضلاً عن اللقاء الحواري المفتوح بين الفنّانين والجمهور. وأثناء هذا الزخم الذي نعيشه في المهرجان يسعدنا استضافة 161 ضيفاً من إعلاميين ومحاضرين وخطاطين ومشرفي الورش الفنية
وأبرز مدير الشؤون الثقافية: “من الضروري الإشارة إلى المعارض الشخصية الموازية في المهرجان، ومنها معرض “خريطة الطريق إلى الكنز الخفيّ” للفنان المصري البريطاني الدكتور أحمد مصطفى، حيث سيضمّ 12 عملاً فنياً، في حين سيتم تنظيم معارض شخصية موازية أخرى. تجدر الإشارة كذلك إلى ملتقى خطاطات الخليج الذي يقام للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية، بالتعاون مع جمعية الإمارات لفنّ الخطّ العربيّ والزخرفة الإسلامية؛ وتشارك فيه 21 خطاطة شابّة يتلمسن خطى الإبداع من دول: الإمارات، والكويت، والسعودية، والبحرين، وسلطنة عمان، وذلك دعماً للمبدعات في فنون الخطّ العربي، ويضمّ الملتقى 42 عملاً بتنويعات خطية لافتة.