تعد ظاهرة الغش في الاختبارات من الظواهر القديمة والحديثة التي انتشرت بين الطلاب والطالبات على حداً سواء، وتختلف باختلاف أسبابها ودافعيتها، ومن الأسباب الخوف من الفشل والرسوب ومن المجتمع الذي لا يرحم بدءاً من الأسرة فإن بعض الأسر يجبرون أبناءهم على أن يأتوا بدرجات عالية والبعض لا ترغب إلا في نجاح أبنائها والتفاخر بهم بين الأهل والأصدقاء أو تكون الغيرة من الطالب المتفوق بدل أن يكون مثله في الجد والاجتهاد يلجأ للغش، مما جعل الطالب يأخذ أشكال وطرق غريبه في فنون التخفي والاحتيال أثناء الغش على مراقبي اللجان أثناء إخراج “البرشامة” والنقل منها على ورقة الإجابة، أو تكون مدرسة متساهلة في عملية الغش فيتساوى الضعيف بالمتفوق، فينعكس على الطالب المتفوق بدل من التعب في المذاكرة يستخدم أسليب الغش، ومما لا شك فيه سلوك الغش من السلوكيات غير المرغوب فيها وتُنافي جميع معاني الإنسانية التي تدعو إلى الصدق، وكما أن الغش يعود على الطالب بضرر كونه لا يعتمد على المذاكرة ليخرج بكم من المعلومات من خلال الفهم والحفظ، بل يكون الاعتماد على ما نقله من الكتاب في ورقة صغيره يخفيها في ملابسه.
معظمنا شاهد المقطع المتداول في شبكة التواصل الاجتماعي لإحدى المدارس بمحافظة الأحساء بقيام مجموعة من الطلاب بالغش أثناء أداء الاختبارات بمقطع غريب لا تصدق بأن هذه لجنة اختبارات فهناك أحاديث جانبية بين الطلاب وأوراق تخرج من الجيوب وشخص يوثق الحدث، وعلى أثر ذلك تحركت إدارة التعليم بالأحساء بتوجيه مديرها العام الأستاذ احمد بالغنيم الجهة المختصة بالإدارة بفتح التحقيق واتخاذ اللازم حسب ما تقتضيه الانظمة والتعليمات، ويأتي هذا التحرك بالإحساس بالمسؤولية من قبل إدارة التعليم ومحاسبة المدرسة وأعضاء اللجنة أن ثبت عليهم بأن هذه لجنة اختبار والطلاب يمارسون الغش بكل حرية.
أن هذه الواقعة أن كانت حقيقية فهي عملية تزييف للنتائج المتعلقة بالاختبارات، ومحاولة من الطالب لأخذ إجابة الأسئلة بطرق غير مشروعة، وإن القضاء على الغش موكل للجميع وذلك لما يتركه من آثار سلبية واضحة ينعكس على مظاهر الحياة الاجتماعية، بدءً بالأهل والإعلام والمجتمع والمدرسة لأن الغش المدرسي هو امتداد للغش الاجتماعي والاقتصادي والغش في الميزان والأثمان والسلع وغير ذلك.