كم خيبة يا ترى قد دفناها في صدورنا !
كم مرة كسرنا فيها أنفسنا و جلدنا ذاتنا !
كم دمعة و غصة بقيت حبيسة أجوافنا !
كم مرة أمتنا بداخلنا حس التفاؤل و الأمل !
ثم بدونا كالجثث التي لا روح فيها ..
نمشي و رؤوسنا منكسة للأرض ، و كأن العار يسكن وجوهنا !
إننا نخسر أنفسنا على أشياء تافهة لا تقدر بثمن بخسٍ حتى ..
و كأن الألم عبارة عن غذاء إجباريّ لا مفر منه !
هذه الحواجز نحن من صنعناها و نحن من بنينا فوقها الأشواك ، و أقسمنا على أنفسنا بألا نتعداها ..
نحن من آذينا هذه الروح و كسرناها مرارا و تكرارا ..
نحن من استصعبنا فكرة النهوض و المقاومة ..
و نحن من أحببنا اليأس و نصبناه كشعار لنا !
و نحن كذلك من رسمنا طريقا لا يشبهنا أبدًا ..
و مازلنا نخاف من فكرة أن نكون أفضل من السابق و لا نريد أن نستوعب بأننا مختلفين تمامًا عن غيرنا !
نظل نجلد ذاتنا إلى أن نصبح صورًا منسوخة عن غيرنا ..
لا أعلم حقيقة كيف استطعنا أن نؤذي أرواحنا ، أن نؤذي هذه الأمانة التي بين أيدينا و التي يختبر الله صبرنا و إيماننا بها !
وكيف استطعنا تهميش حقيقتنا و إخفاء الجوهرة التي بداخلنا !
بل كيف لم نحارب من أجل كسب أنفسنا ! .
حقًا نحن لا ندرك المغفل الذي يتكيء بعقلنا .