يقدم المرافق لابنتيه في بلد الابتعاث الشيخ ردة العتيبي أروع المثل في الصبر والتضحية وتقديم الغالي والنفيس، والتعايش مع الغربة والبعد عن الوطن بتناغم وتأقلم فريد ، فهو يلقاك بابتسامة ، وحديثه عفوي يتضمن النخوة وعلوم الرجال ، يتصرف بطيب رجل البادية الأصيل ، ويسير بخطى رجل الحضارة والمدنية العتيد، لم تبهره مظاهر التقدم والمدنية في أكبر ثالث مدينة في الولايات المتحدة فهو يتعايش معها بكل كفاءة واقتدار، يتعامل مع المواصلات العامة “الحافلات والقطارات Bus and Trains” بحنكه وداريه ، يحضر لقاء الجمعة الأسبوعي للطلاب المبتعثين باستمرار حتى بات ركن أساسيا في اللقاء ولم يأتي قط في الاجتماع الا وهو يحمل ضيافته “القهو العربية والتمر” والعلم الزين ، ويجزل دائما النصيحة ويقدمها في قالب مريح للقلب .
اقتربت منه مرات خلال لقائنا الدوري وفي كل مرة يتحفني بعلم جديد يحكي مشواره الحافل في الحياة فهو في العقد السابع من العمر لكنه “ودود friendly”، يكن له الجميع الحب والاحترام، ويزيده وقارا ، شيبه الأبيض التي يعكس سنوات العمر ومشوار الحياة، يقول أبا نايف “ردة العتيبي ” في أحد جلساته إلى أبنائه المبتعثين ” عشنا نحن وإبائنا وأجدادنا سنوات الجوع والحاجة والفاقة والفقر ، وَكُنَّا نُسَيِّرُ أُمُورِنَا بِالصَّبْرِ وَالحُلْمِ وَالعَمَلِ والكد والجد والاجتهاد ، حتى تحولت بلادنا إلى واحد من أفضل واغنى بلاد العالم ولله الحمد ”
ويطالب “الشيخ ردة “دائما الجميع بان يعملوا بجد واجتهاد والحرص على تحقيق أرقي الأهداف ويهيب بأبنائه الطلاب المبتعثين وبناته الطالبات بضرورة اغتنام الفرصة المتاحة لهم بابتعاث الدولة لهم ويقول ” تواجدكم هنا في بلد الابتعاث محاطين باهتمام الدولة – حرسها الله – بمتابعة المسئولين لهي فرصة ربما لم تتاح لعشرات الملايين من الشباب أمثالكم في بلاد الله الواسعة، فاعملوا بجد واجتهاد وإخلاص واحرصوا على العودة ظافرين بأعلى المؤهلات ”
ويوجه “العتيبي” دائما في أحاديثه الشيقة أبنائه المبتعثين بان يأخذوا المفيد من بلاد الابتعاث ويحافظوا على مبادئهم أمام الظروف التي يعايشونها في بلد مفتوحة ويقول ” ابتعثتم إلى هنا من اجل أن تتعلموا، ولا يمنع أن تخالطوا الناس حوليكم في حدود عاداتكم، وتعايشوا النظام، وتقضوا أوقاتكم في المفيد، تعلموا كل ما ينفعكم وخذوا من حياتكم اليومية هنا ما يفيدكم وحافظوا على دينكم وعاداتكم وتقاليدكم دون المساس بحرية الأخرين، أو مخالف أنظمتهم ”
ويتبادل “أبا نايف” دائما مع زملائه المرافقين ذكريات الزمن الجميل، وعرض مشوار حياتهم الماضية ومقارنتها بحياة الشباب الآن، ويعد هو الأقرب لزملائه جميعا، ويتمتع بالقبول من قبلهم حتى بات هو القسام المشترك بينهم سوءا في لقاء الجمعة أو زياراتهم لبعضهم طيلة أيام الأسبوع
والشيخ “ردة العتيبي” هو مرافق لاثنتان من بناته في مجال الطب، وله ابن انهي الدراسة وعاد للوطن وهو ينتظر قطف ثمار تربيته وصبره بأنهاء بناته المبتعثات لدراستهن بتفوق.






التعليقات 1
1 ping
زائر
24/09/2020 في 4:38 ص[3] رابط التعليق
رحمة الله عليك ياأبي واسكنك فسيح جناته..
أفخر به دوماً واحمد الله اني ابنة هذا الرجل
الفريد?