في أمسية حوارية مفتوحة أقامها نادي الأحساء الأدبي وأدارها الشاعر صالح الحربي يوم الثلاثاء 18 رمضان تحدث المسرحي الدكتور سامي الجمعان في حضور نخبة من رجالات المسرح في الأحساء كان على رأسهم مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي الغوينم، والذي أعلن – أي الغوينم – عن تعاون مشترك بين الجمعية والنادي سيظهر خلال الأيام القادمة وهو عمل مسرحي ثقافي ضخم.
وذكر الجمعان أن المسرحيين السعوديين تخلوا عن العروض المسرحية المفتوحة لكافة الشرائح المجتمعية من أجل الوصول للنخبة المثقفة لهذا ضعف المسرح في المملكة مع أنه حاضر بقوة في العالم العربي وذلك بسبب التيارات المتشددة ضد المسرح السعودي وخاصة في فترة الثمانينات من القرن الماضي، وفي ضوء انحسار دور المسرح في المملكة تقدمت العروض الشعبية عليه وبقي منزويًا طوال السنين الماضية إلا أنه عاد بقوة في الأعوام القليلة المنصرمة حيث ذكر الجمعان أنه في عام واحد هو 2014 م حضر 34 مهرجانًا مسرحيًا في المملكة وشهدت المملكة أكثر من 200 عرضًا مسرحيا فيها.
وتحدث الجمعان عن معاناة المسرحيين في الأعوام المنصرمة حيث ذكر واقعة حدثت له ولعلي الغوينم حينما كانوا يجهزون لعرض مسرحية أن ديكورات المسرح تم تدميرها من قبل فئة ما لم يعرفوها قبل وقت قليل من عرض المسرحية، لكنهم وبعزم وإصرار من جميع طاقم المسرحية أعادوا تهيئة المسرح وعرضت المسرحية في وقتها.
وذكر كذلك أن كثيرًا من النقاد العرب اشتغلوا كمعاول هدم للمسرح السعودي حيث كانوا في كثير من المهرجانات العربية ما إن يسمعوا أن العرض لمسرحية سعودية إلا ويغادرون المكان بحجة أن السعودية لن تقدم أي شيء في المجال المسرحية له قيمة، ومع ذلك وبإصرار المسرحيين السعوديين كافة استطاعوا أن يحتكروا جوائز الكثير من المهرجانات العربية.
ويذكر الجمعان معاناته في ما يطلق عليه مصطلح الخصوصية السعودية، ويذكر الجمعان أن على المبدعين كافة أن يحافظوا على الهوية الوطنية وليس الخصوصية، فهذه الخصوصية هي أحد معاول تدمير المسرح والإبداع أما الهوية الوطنية فهي شيء آخر يجب أن يكون مقدمًا وسمة لكل عمل يصدر من وطننا.
وفي رده على إحدى الأسئلة يذكر الجمعان أن المسرح النسوي والذي بدأ يظهر بقوة في المملكة هو نتيجة طبيعية لما يحدث من وجود مسرح رجالي فقط، أما ظهور المسرح بشكله الطبيعي فهو يحتاج إلى تهيئة المجتمع له مشبهًا ذلك بموقف المجتمع من قيادة المرأة للسيارة.
وتحدث الجمعان عن نشوء جمعية الثقافة والفنون السعودية والتي ظهر فرعها أولا في الأحساء قبل ظهور الجمعية الرئيسة في الرياض بعامين حيث إنشئت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء عام 1390 هـ أما الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالرياض فأنشئت عام 1392 هـ ولم يعترف بالفرع الأحسائي كفرع رسمي مدعوم من قبلها إلا بعد عام كامل عام 1393 هـ.
ومن معانات جمعية الثقافة والفنون فرع الأحساء عدم وجود مقر لها، حيث إنها حينما تستأجر مقرًا وتنشئ مسرحًا فيها بتكاليف عالية يرتفع الإيجار عليهم ويتركون المكان بسبب طلب الإخلاء أحيانًا من صاحب العقار ويخسرون مسرحهم الذي عانوا من أجل إنشائه.
وكذلك تحدث عن الأخطاء العلمية الكثيرة التي وقعت في الكتب التي رصدت لتاريخ المسرح السعودي وقال أن هذه الدراسات وخصوصًا القديمة سببت تراكمًا للأخطاء في الدراسات اللاحقة لها.
وفي رد الجمعان على سؤال المخرج المسرحي سلطان النوة عن دور التلفزيون السعودي في خدمة المسرح، ذكر أن سبب شهرة المسرح المصري والمسرح الكويتي هو أن التلفزيون في كلا الدولتين قام بتصوير المسرحيات التي تعرض على مسارح الدولتين وقام ببث المسرحيات ونشرها في الخليج والعالم العربي، أم التلفزيون السعودي ومع أنه حاضر في كثير من المهرجانات المسرحية السعودية وكثير من العروض المسرحية السعودية وسجل أرشيفًا ضخما منها، إلا أنه لم يبث إلا القليل القليل بل وتمر أعوام لم يبث فيها ولا مسرحية سعودية.
وفي مداخلة لرئيس مجلس إدارة النادي أ.د. ظافر الشهري، ذكر أنه في فترة من عملة بالتدريس الجامعي قام بتدريس مادة المسرحية في الأدب العربي، وكان وزملائه الذين يقومون بتدريس نفس المادة يخجلون حينما يذكرون المسرح السعودي. وذلك في فترة زمنية ماضية.