ناقشت قائدة فريق فكر الأستاذة فاطمة العلي جمهور الفريق في الأمسية الثانية من أمسيات الموسم الثالث بعنوان (سَبْر)، والتي أقيمت في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، حيث سبرت في نقاشاتها مع الجمهور أغوار نفس الفنان وذات الأديب من خلال كتاب (سيكولوجية الإبداع في الفن والأدب | يوسف ميخائيل أسعد)، حيث تشارك الجمهور تجارب عديد من الفنانين والأدباء تدعيمًا لآرائهم، أمثال: فان جوخ، وسلڤادور دالي، وبيكاسو، وجاسم الصحيح ، ومحمد يعقوب، وأبي القاسم الشابي، ونزار قباني، وأبي فراس الحمداني، ومحمد الجواهري، وسعيد عقل، وعبادي الجوهر، وطلال مداح، ومي زيادة، وغيرهم ؛ مما يدل على سعة ثقافة الجمهور وتنوع مشاربهم.
وقد انطلقت الأستاذة فاطمة العلي في المناقشة من تبيان ماهية الفنان والأديب، وطرقت عديدًا من المحاور المهمة التي يناقشها الكاتب متنقلةً بينها بخفة وسلاسة، منها: هل الفن فطري أم مكتسب؟ إذ أجابت الأستاذة هيا الأصمخ بأن الإبداع فطري في جميع البشر، أما الفن فيُكتسب بالدراسة من خلال تعلم أساسياته.
وهل تجرد الحضارة الإنسان من فطرته؟ حيث ضرب أحد السادة مثلًا على موافقته بتجربته في التفكر والتأمل أثناء ابتعاده عن المدينة، وصعوبة ممارستهما حين يدخلها بسبب صخبها.
وقد ناقشت العلي وجود معايير تحكم الفن والأدب، والقول بأن المبدع مريض نفسي، وإشكالية خطر الميكنة والعجز اللغوي مما يواجهه الفنان والأديب من مشكلات تعيق العملية الإبداعية، وقد طرح الجمهور كثيرًا من تلك المشكلات، فذكرت الأستاذة بنين الحاجي: مجيء الإلهام في وقت غير مناسب. وقال محمد القحطاني بأن الفنان لا يملك القدرة الكافية لتجسيد الصورة التي يتخيلها بالطريقة الفنية، وأضاف محمد العايش رفض المجتمع لغير المألوف من الفن، وضعف الدعم المادي والمعنوي، أما سلمان بوخمسين فقال بأن أكبر عقبة تواجه الفنان هي التراث الفني، فهو مسكون بهاجس البحث عن الجديد المبتكر، ورفض الفنان التشكيلي أحمد العيسى وصف الفنان بالمريض النفسي ، مستشهدا بثلاثة نماذج تشكيلية تتمثل في فان جوخ ، وبيكاسو ، وسيلفادور داليا ، مشيرا إلى أن الموضوع لا يعدو وصفه بمعاناة الفنان مثل فان جوخ الذي ورث اسم أخيه ويمر على قبره كل يوم في طريقه ، بينما أشار إبراهيم المساعد إن لم يكن فان جوخ من قطع إذنه ، ومات في مصحة عقلية مريضا نفسيا ، فمن المريض إذن ، معقبا العيسى بأن كثيرا من المرويات مخترعة بعد موت الفنان كقطع الإذن من قبل فان جوخ لا صديقه .
ومثل هذه النقاشات هي ما تثري جلسات فريق فكر ، وتراهن عليها بثراء الجمهور ، وإنجاحه لكل لقاء.