بدايةً من أين ظهر الخلاف والاختلاف عند أهلنا وإخوتنا وأصحابنا في وسائل التواصل الاجتماعي؟
نعم، على أدنى تقديرٍ في برنامج (الوتساب).. فالكل منا بحوزة جواله عشرات المجموعات (الأُسرية، والدينية، والاجتماعية، والثقافية ونحوها)..
والسؤال يُكرر ذاته: لماذا هذه المعارك؛ والتي يطول الليل لسردها، ويخجل الصُبح من تدوينها؟!
أعتقد من نظرتي وزاويتي الحادة والمُنفرجة بالقريب المقرب من الجميع.. بأن الأغلب ظهر، وتفاقم، وازداد، وتكاثر، وانتشر، من مصالح ذاتية قبل تضاربها وفضيحتها!
بمعنىً: الأغلب مُلتف بالآخر، ولكن تقسيم الكعكة لم يروق لبعضهم، ولمواقفهم، وكلامهم، وحقيقتهم، وقوالبهم، ومُحيطهم، ومكنونهم.. إذ هم تحت خيمة واحدة يوماً ما.. وما إن سقط السند تدهور المدد، وتمزق العدد، وظل البُهاق، وتراكم الزعاق.. وغنت الأحاد، وردحت العشرات!
وما يقوله الخاطر هنا ينطبق على الجُل، مع تغير المكان والزمان مع الأسف!
والاستفهام هُنا يتجدد:
هل ما اعتقدوه ويعتقدوه الآن ضعيفاً إلى هذا الحد؛ “فاللبيت رب يحميه”؟
وهل الشمس يُغطيها غربال؛
“فالخط يبقى زماناً بعد صاحبه
وصاحب الخط تحت الأرض مدفون”؟
أم أن للوعي كتلة، وللضرب (عتلة)، وللحرف فتلة.. إذا ما استنجدوا بآثارهم، وللأقاويل التي توارث البعض لدعم المواقف والمسماة بالناجية والمنجية، والمصلحة العامة!
أجل، على كل واحدٍ منا يسأل نفسه ذات السؤال: كيف يُصبح ذلك مع رفقة هذه الومضات؟!
ــ مخارج، وكباري، وأنفاق، ومطبات، “التورية”، وما أدراك ما التورية، وهل تفرق عن الكذب؛ إذا ما توفرت الدالة، وما فوق الجذر، وكذلك ما في البسط والمقام؟!
فصدق القول: (ادهن الزرده، وما يعتك النخج والدبس)!
ــ هُنالك من يكتب وينشر تحت اسمٍ مستعارٍ منافٍ عن الحقيقة؛ وحين تسأله:
هل أنت هذا الكاتب يُنكر البتة.. ويُجيبك الظل منه: لا؛ هي يده؛ أو أصبعه، أو كفه، أو ريقه، أو لُعابه، أو رُضابه، أو فكره، أو يراعته، أو نبضه، أو لسان الحال!
وصدق القول: (كلما رقت تدوبخت الطباله)!
ــ إذا رُأيت المُعطيات تكاثرت الأصوات حيال ذلك، والتي شاهدناها.. كالذي وضع نفسه بالمقدمة، وأدان ذاته بالهائمة.. ولم يجد مهرباً إلا رمي (بشت القداسة)، وادعاء إهانته والمغادرة .. وهذا ما يحصل في أكثر من مكانٍ.. إذ تعلوا الأصوات العاطفية بالذود عنه بالاعتذار!
وصدق القول: (يطق طقه ويبي حقه)!
ــ يجتمع البعض منهم على طبقٍ واحدٍ في ذات المناسبة، ويلقم هذا الآخر بيد (المنقولة)؛ وحين يفترقون عن الدسم يتضاربون (بالعسم).. فكيف تحكم الألباب ساعتها؛ هل هي غيبة؛ وما هو حكمها؟!
وصدق القول: إذا توحدت المصالح تتابعت الخُطى وكثرت الأعذار والمُبررات؟
ــ (هذا يشرشح هذا وذاك، وإذا تلاقوا كل واحد صور مع الثاني)!
وصدق القول:
(يحش فيني وأحش فيه
وإذا التقينا الكل يمدح الثاني)!
ــ وهُناك من شغله الشاغل الدفاع عن إعجابه، ورأيه، وأي فكرة مطروحة.. وحين يختلف المطروح مع (المملوح).. تلونت (العواير وتصرصرت الصواير)!
فصدق القول: (إذا تغيرت النية ازدادت الوصية)!