ستُشرِقُ شَمسُنا يَومًا
وَما بَعدَ المساءِ الدّاجي الألوانِ
إِلّا الفجرُ مِن صُبحٍ
وَلَن تُبْقي الضّياءَ
حَبيسَ اللَّيلِ وَالظُّلمات
بَل شَمسي سَتُشرِقُ
في صَباح اليومِ حَيثُ القَرْضَةُ الأُولى
وَيُغْمِضُ عَيْنِيَ الإِشراقُ
مِن سَهمِ الضِّياءِ
يُقَلِّبُها بِذاتِ يَمينِها البَرِّيِّ في رِفقِ
لِتُبصِرَ ذلكَ الأَمدَ الطَّويلَ المَدِّ بِالأَمَلِ
سَتَرسمُ لونَها البَّراقَ
فوقَ المَوجِ وَالبَحرِ
تُلاعِبُهُ بِرَقصِ الحُبِّ
في لُقياهُ تَحضِنُهُ بِكُلِّ الشَّوقِ والشَّوقِ
تَغلْغَلُ في دَياجيهِ
وَتُلعِقُهُ ضِياءَ البَسمةِ الأولى
لِتُرسِلَها لِعُمقِ القَلبِ
عِن بَهجاتِها السُّعدِ
يَهيجُ البَحرُ مِن فَرحٍ
يَضِجُّ السِّيفُ
مِن أَمواجِ فَرحتِهِ
يُحَيي السِّيفَ وَالأَطيارَ الأَسماكَ في أَعماقِ لُجَّتِهِ
يُقَبِّــلُها بِضوءِ الحُبِّ وَالشَّمسِ
فَكَفٌ مِنهُ في تَرحيبِ شاخِصِهِ
لِنَورَسِهِ
تُغَذّيهِ فَتُلقِمُهُ هَنِيًّا
مِن حَديثِ الرِّحلَةِ المَقْصوصِ
في سَعْدٍ
سَتَأتي الشَّمسُ كلَّ صَباحِ إِشراقٍ
وَتُفرِحُ في غُروبِ اليَومِ رِحلَتَها
لِتَقْرِضَها فَذا حَدْسي
وَلَنْ يَنْساكِ بَدرُ اللَّيلَةِ الوُسطى
وَإِن أَفَلَت نُجومُ الرِّفقِ وَالحِسِّ
سَتُرسِلُ ضَوءَها المَخْفوتِ
في شَعْرِ اللَّيالِ البِيضِ
في أَملٍ
وَإِنْ ضَجَّتْ حُروبُ السُّحبِ تَمنَعُها
فَصَبرًا إِنَّ في الغَيماتِ ماطِرَها
سَيَسقي الزَّهرَ
وابلَ سَقيِها بِالرِّفقِ يَرْويها
بِلا حَبْسِ
سَتَفْتُحُ باعَها رَحَبًا
لِتَرْوي النَّحلَ بالشَّهدِ
لِتَسعَدَ طَيْرَها الطَّنانَ
مِن كأسٍ إِلى كَأْسِ
لِيَطربَ في رِياضِ العِشْقِ
كَأسُ الخَمْرَةِ الأَنْقى
كَلَحنِ العُرسِ في الرَّقْصِالرَّقْصِ
* شاعر وأكاديمي إماراتي