حين خاضت شركة ارامكو السعودية ممثلةً في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران سنة ١٤٣٥ تجربة اقامة مخيماتٍ تثقيفيةٍ في الاحساء باسم “برنامج إثراء المعرفة” حققت هذه المخيمات التي استمرت ٣٠ يوماً في منتزه الملك عبدالله البيئي بالهفوف نجاحاً باهراً لفت انظار الشركة وشجعها على تكرار البرنامج في المنطقة الشرقية وكان له النجاح ذاته لما اشتمل عليه من فعالياتٍ ثقافيةٍ وعلميةٍ وابداعيةٍ وترفيهية بعوالم جديدةٍ من الثقافة والمعرفة تتناسب مع كافة افراد الأسرة وتهدف إلى التحول لمجتمع المعرفة من خلال تقديم تجربةٍ فريدةٍ تجمع بين الثراء المعرفي والتسلية ومنها اكتشف ١٠٠٠ عامٍ من الإنجازات العلمية والثقافية في الحضارة الإسلامية التي امتدت من جنوب إسبانيا إلى الصين منذ القرن السابع الميلادي والاطلاع على تجارب تعليميةٍ وتفاعليةٍ مشوّقةٍ ورائدة عالمياً تهدف لبث روح الفضول المعرفي وإلهام الجيل الجديد بناء مستقبلٍ أفضل حيث اشتمل برنامج إثراء المعرفة على معرض كفاءة الطاقة وتضمن عروضاً تفاعليةً شيقة حول أحد أكبر التحديات الوطنية وهو ارتفاع مستويات استهلاك الطاقة ونموها في المملكة وتعرف الزائر للمعرض على أهم طرق ترشيد وتوفير الطاقة عبر وسائل فعالةٍ وبسيطة للحفاظ على موارد الطاقة الثمينة من أجل أجيال المستقبل فيما مثلت قرية السلامة المرورية تجربةً فريدةً ومثيرةً للأطفال مكنتهم من تعلم قوانين وأنظمة السلامة المرورية وتطبيقها مباشرةً وذلك عبر تجربة قيادة سيارةٍ في القرية الصغيرة وفي جوٍ تعليميٍ ممزوجٍ بالمرح أما معرض أسماء الله الحسنى فقد استشعر فيه الزائر بروحانية أسماء الله الحسنى بطريقةٍ ابتكاريةٍ ممتعة من خلال تنقله في أقسام المعرض التي وضّحت قدرة الله في الكون والطبيعة وكذلك ورش فنون الخط العربي وتقنياته بمشاركة نخبةٍ من الخطاطين المحترفين إلى جانب ورش الفن التشكيلي وتعلم أسرار الرسم والتشكيل مع نخبةٍ من الفنانين السعوديين والاستمتاع بالرسم الحر في جوٍ محفزٍ للإبداع إضافةً إلى استديو البارعين الذي أشبع الفضول العلمي والتفكير التحليلي من خلال التجارب الابتكارية والعلمية والهندسية التي تشجع على الاستكشاف والإبداع والتعاون مع الآخرين وكذلك الأولمبياد الآلي الذي يمكن من خلاله برمجة إنسانٍ آلي يقوم بالمنافسة في ألعابٍ مستوحاةٍ من المسابقات الأولمبية واحتضن برنامج إثراء المعرفة معرضاً للزيت تعرف من خلاله الزائر على علوم وتقنيات هندسة النفط وطرق استخراجه في جوٍ تفاعليٍ امتزجت فيه الفائدة بالمتعة إلى جانب القرية التراثية التي عاش فيها الزائر الماضي الجميل وتعرف على الأسواق القديمة التي تميزت بها الأحساء واستمتع بالعروض الشعبية الحية والألعاب التراثية المنتقاة لخلق تجربةٍ مملوءةٍ بعبق التراث والتاريخ الثقافي للمملكة وقد استقطبت تلك الفعاليات نحو مليون زائر وهي جهود مجتمعية تذكر فتشكر لأرامكو السعودية مما حدا بالمسئولين في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي لاختصار مسمى المركز إلى “إثراء” لأنه بحق يثري المعرفة ببرامجه البناءة وآخرها الأمسيات الشعرية الثلاث المقامة في قصر ابراهيم الأثري بحي الكوت في الأحساء لمشاهير الشعراء في الخليج رجالاً ونساء وكانت تهيئة القصر لهذه الامسيات التي سميت بليالي الشعر ضمن موسم الشرقية ٢٠١٩م تهيئةً راقيةً وبتقنياتٍ ابداعيةٍ تملكت اعجاب المشاركين والجماهير وكبار الزوار ولا غرو على أرامكو حين تنفذ برنامجاً او فعاليةً بهذه الفخامة فهي بشهادة الجميع ان نفذت أي مشروع أبدعت فيه وأتقنته وغدا حديث الناس ويكفينا للدلالة على ذلك مركز “إثراء” الذي يُعَد تحفةً معماريةً وثقافيةً تُصنّف بأنها من المعالم الحضارية الأهم في المنطقة الشرقية وتأسس هذا المركز انطلاقاً من رغبة أرامكو في الاستفادة من مصدرٍ جديدٍ للطاقة البشرية ومن إيمانها بقدرات المملكة إذ تُبشر هذه المبادرة برحلةٍ متواصلةٍ من الإثراء في مجالات الفنون والعلوم والابتكار فقد صمم المركز لدفع وتيرة تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة في المملكة وهو ما يتناغم مع أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠م الثقافية والمعرفية حيث نصت الرؤية على أن الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة وأنها تدعم الموهوبين من الكتاب والمؤلفين والمخرجين والفنانين وتعمل على إيجاد خياراتٍ ثقافيةٍ وترفيهيةٍ متنوعة تناسب كل الأذواق وهذا المركز انطلاقاً من حجمه وإمكاناته واحترافيته سيُسهم في تحقيق ما هدفت إليه الرؤية في هذا المجال ويوفر العديد من فرص دعم الموهوبين في كل مجالات الثقافة والفن والمعرفة.
وكنا نتمنى على مركز “إثراء” الذي أكرم أهل الأحساء ببرامجه الثرة أن تكرَّم على شعرائها النبطيين بالانضمام للأمسيات الشعرية الثلاث بمعدل شاعرٍ أحسائي في كل أمسيةٍ جنباً إلى جنب مع شعراء الخليج وهي فرصة لظهورهم أمام الجمهور الكبير الذي حضر تلك الأمسيات ليتغنوا بالأحساء وهو نوع من أنواع التسويق السياحي لها لا سيما في هذه الفترة التي تحتاج فيها للتسويق كوجهةٍ سياحيةٍ لاختيارها عاصمةً للسياحة العربية لعام ٢٠١٩م ولا قُيّد الدخول للقصر بتذاكر وإن كانت مجانيةً تسهيلاً على الجمهور .
كتابنا
> مركز إثراء … إبداع وإغراء … جدير بالإطراء …
مركز إثراء … إبداع وإغراء … جدير بالإطراء …
24/03/2019 12:49 م
مركز إثراء … إبداع وإغراء … جدير بالإطراء …
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/86715/