لن تتعرف على الأشخاص المحبطين من حولك حتى تشاورهم افكارك ومعتقداتك ستجدهم مقربين منك بشدة وأكثر الأشخاص حبًا لك ستجدهم في كل موقف يبدون رأيهم وحتى إذا لم تستشيرهم فيه وكأنهم أصحاب الخبرة والمشورة وسيظهرون لك في أول عمل تفكر أن تعمل به حينها سيخرج شخصه الخبير ليحدثك عن خبراته التي فشل فيها بالحياة ويقول لك أن فعلتها حتمًا ستفشل وسترى ما أقوله لك بنفسك هو دائمًا يراهنك الفشل والسقوط والعودة إلى الوراء دائمًا بطريقة أو أخرى والأهم في كلامه أنك لن تستطيع مواصلة الطريق أو أنك حتما ستفشل ولا نعلم حتى ما يحمله في نفسه خلف هذا الكلام، ففي أحد الأيام التي قررت فيها أن التحق بإحدى الدورات التدريبية وبالمشاورة والحديث في هذا الموضوع مع مجموعة من الأشخاص ظهر لي وقتها أصحاب الخبرة قارئين المستقبل وقال أحدهم بلهجته العامية (وش راح تستفيدون من هالدورات غير خسارة فلوس عالفاضي وتجيبوا أفكار ومعتقدات ما لها أي قيمة وتزعجونا فيها وتجلس المرأة ترمي أعيالها وتركض وراء أشياء ما لها أي داعي يلعبون عليكم وانتوا تصدقون وهذا وجهي إذا استفدتم منهم)، والكثير من الكلام على نفس المعنى نأخذه في حياتنا لا أعلم ما هو مقدار الإحباطات العميقة الذي يحمله الأشخاص في أنفسهم كي تنظر للآخرين بهذا الشكل أم هل أنهم يخافون النجاح والمواصلة فهو دائمًا يحدث الآخرين بهذا الأسلوب، أنا متأكدة أنه تمر عليك الكثير من هذه الشخصيات التي تجدها تراهن دائمًا على فشلك وسقوطك، وأي شيئ ستقدم عليه ستجدهم أول الناس التي تبدي رأيها وتعززك بالكلام المحبط الذي يحتم فشلك ودائمًا يظهرون لك بقناع الخوف عليك والحريص من أن تقع في أزمة أو مشكلة، والسؤال: هل نحن بحاجة لمثل هؤلاء الأشخاص الذين يراهنون فشلنا كي نحن نراهن لهم اننا نستطيع المواصلة والمثابرة والنجاح، تحزنني كثيرًا مثل هذه الشخصيات لأنه لا يحبطك هو فقط إنما يقوم في كل مرة بكلامه استرجاع حالة الإحباط والفشل التي مرت عليه ولم يستطع النهوض منها وهو لا يشعر بهذا الشيئ لكن أحاسيسه العميقة هي التي توقظ مشاعره فتجعله يحادثك بهذا الكلام، و كان أولى له أن يعالج حالة الإحباط والانكسار التي بداخله أفضل من أن ينقلها للآخرين برسائله المميتة.
كتابنا
> أراهن على فشلك
أراهن على فشلك
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/87853/