أن تجد الاف الخبراء من المتعاقدين من غيرنا في بلادنا وداخل جامعاتنا منهم من يحمل درجة “بروفيسور” أو اقل فهذا امر اعتيادي كوننا لازلنا في حاجة إلى بعض التخصصات خصوصا العلمية ، وأن يكون هناك الإلاف من أبنائنا المبتعثين في كل بلاد الدنيا خصوصا المتقدمة منها أيضا أمر قد تعودانه ولا غرابة في ذلك لأننا نؤمن ببناء بلادنا عبر أعمار الانسان فيها ، لكن ما أدهشني أن اجد بين هؤلاء وهؤلاء سعودي بدرجة خبير يتبوأ مقعدا مهما في أحد الشركات العملاق في الاستشارات والبحوث ، ذلك هو خبير علم “سيجما 6 Six Sigma” البروفيسور المساعد أحمد الجبر الذي يعمل مديرا للقسم الدولي بمركز التدريب والاستشارات في ولاية متشغان الامريكية، وأستاذ مساعد في قسم الهندسة الصناعية ، اقتربت منه حتى بدا تقاسم وجه فوجدته مبتسما مطمئننا يحمل في جعبته علما وخبرة فقررت أن أحاوره لأخرج بحديث مثير اليكم تفاصيل :
• نتعرفك عليك أولا؟
أحمد بن عبد الرحمن الجبر اعمل مديرا للقسم الدولي بمركز التدريب والاستشارات في ولاية متشغان الامريكية، وعضو هيئة تدريس في قسم الهندسة الصناعية.
• صف لنا مشوارك العلمي وكيف وصلت إلى مناصبك الحالية؟
أتممت جميع المراحل الدراسية في الولايات المتحدة، درست البكالوريوس تخصص هندسة الميكانيكية، ونلت الماجستير في تخصصين الأول في الهندسة الصناعية والأخر في الهندسة الإدارية، ثم الدكتوراه في تخصص هندسة نظم التصنيع، ورسالتي بعنوان “تحليل التميز التشغيلي في قطاع الغاز والنفط السعودي” أتممتها بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية ، وفكرة الرسالة كيفية إيجاد حلول لتحسين وتطوير أداء قطاع النفط والغاز في المملكة العربية السعودية ، وعملي الان مختص بإيجاد الحلول المناسبة للشركات الصناعية بحكم تواجدنا في مدينة ديترويت Detroit City في ولاية ميتشغان والتي تعد اكبر المدن الصناعية في أمريكا خصوصا صناعة السيارات نتعاون من شركات كبرى مثل “فورد ، جنرال موتور ، كرايسلر ” وغيرها من الشركات الكبرى لعمل دراسات بحثيه لهم لإيجاد افضل البرامج التي تسهم في رفع الأداء وتحسين الإنتاجية والتميز في التشغيل وتقليل الهدر لديهم.
• لكن كيف لك وأنت سعودي وصلت إلى هنا وتعمل في موقع هاما للغاية؟
أولا اهتمامي في اكتساب مزيدا من الخبرة والتأهيل العلمي، وانقل ما اكتسبه من خبرات إلى بلادي المملكة العربية السعودية إلى جانب استغلال الفرصة التي اتيحت لي، ورغم وجودي في أمريكا واعمل هنا حاليا، لكن احرص دائما على خدمة الشركات السعودية من ناحية بناء جسور وخلق علاقات مع الشركات الامريكية، والحمد الله دخلنا في عدة برامج من شركات في القطاع العام أو الخاص، إضافة إلى حرصي على جانب المسئولية الاجتماعية بالمشاركة في البرامج التطويرية للسعوديين على مستوى أمريكا.
• على ذكر بناء الجسور بين السعودية وأمريكا ونقل الخبرات إلى السعودية وبحكم ما تشهده بلادنا من قفزة الا ترى أن الوقت قد حان لعودتك؟
حين تأتي الفرصة المناسبة سيكون شرف ان نخدم الوطن والمساهمة في تدوير عجلة النهضة في بلادنا.
• مشوارك حافل، وخطواتك رائعة لديك خبرة ممتازة نصيحتك أو تويه لمن دخل مجال دراسة الهندسة بمختلف تخصصاتها في ظل الظروف الحالية؟
الحمد الله بلادنا الان تعيش نهضة كبيرة لنقلها من دولة إدارية إلى دولة صناعية وعندها احتياج كبير جدا في سلاسل الإمداد واللوجستيات والفرصة أصبحت متوفر بشكل كبير وفي نفس الوقت هناك تحديات لذلك انصح الشباب في مجال الهندسة بضرورة التركيز أولا بمعرفة احتياج سوق العمل وتطوير إدائهم ومعارفهم بالمهارات التي تؤهلهم للتواجد في سوق العمل بالشكل المطلوب مسلحين بالمعرفة والمهارات التي تمكنهم في إثبات تواجدهم.
• نعود إلى مشوارك ودعني أسألك ماهي الإنجازات التي حققتها هنا في عملك وماهي الخدمات التي أنجزتها مع الشركات الوطنية في السعودية؟
من محاسن الصدفة أنا بدايتي وانطلاقتي كان أدبان الأزمة الاقتصادية التي ضربت أمريكا في نهاية العام 2007 وكانت هناك تحديات كبيرة في سوق العمل الأمريكي وكانت بداية انطلاقتي عملت على كيفية مساعدة العديد من الشركات بالابحاث مع فريق عمل متكامل والتي تساعدهم على تخطي التحديات التي حصلت وتجاوز المخاطر في تلك الفترة، وخلال مشواري عملت مع عدة برامج مع شركات سعودية باستقبال متدربين في مقرنا وتزويدهم بالمعارف والمهارات في المجالات الهندسية ودعمهم بإيجاد فرصة التواجد في الشركات الصناعية الكبرى عمليا.
• على ذكر السعوديين دعني أسألك عن رأيك عن السعوديين هنا في بلد الغربة وما يحققونه من تعليم وتطوير للذات بل وحتى على مستوى السلوك تجدهم منضبطين ملتزمين بأمور عديدة كانوا لا يهتمون بها كثيرا ما هو سر التغيير؟
أولا دعني أقولك أن الشاب السعودي يملك طاقة وقوة خارقة واثبت ذلك برنامج الابتعاث الخارجي ومدى النجاحات الكبيرة التي حققها الطلاب السعوديين والطالبات المبتعثين رغم التحديات التي يواجهون من غربة وحاجز لغة وتغيير المحيط الاجتماعي وهم حاضرين بقوة بالتزامهم الأكاديمي بالدراسة أولا والتزامهم الكبير بالأنظمة والقوانيين في بلد الابتعاث وسعيهم المستمر لتطوير الذات وتجدهم يبحثون عن برامج التطوير في عطلاتهم سواء في نهاية الأسبوع أو خلال الإجازات الطويلة رغم الجهد البدني والفكري والنفسي في الدراسة وشهادتي فيهم مجروحة ، وقد عملت كثيرا لإيصال تفاصيل مشواري وهناك نماذج كثيري مثلي من الذين تبوأوا مناصب إدارية في كبرى الشركات ، باختصار السعوديين لا ينقصهم شي ، وهم بصراحة يحتاجون لوضع أهداف لهم والتقييد بالنظام بقدر المستطاع ، والإحساس بالمسئولية وهذا انعكس عليهم كثيرا
• تعودنا من الدكتور احمد الجبر اختصاصه في علم “سيجما 6 Six Sigma ” هل لك أن تعطينا نبذة مختصر عن هذا العلم ولماذا يحتاجونه الشباب خصوصا العاملين في المجالات الهندسة؟
الـ Six Sigmaعبارة عن استراتيجيات لمعالجة المشاكل بطرق سهله وميسرة، خطواتها تبدا بتعريف المشكلات، ثم قياسها ، وتحليلها ، ثم بتحسينها وتطويرها ، ثم بضمان استمراريتها أو بالتحكم فيها ، وهي تسهم في تحسين الإداء ورفع الإنتاجية وتقليل الهدر ، واغلب الشركات الان في السعودية تعاني تحديات سواء مخاطر او تغيير في الاقتصاد أو استراتيجيات ومن اجل مواكبة هذه التحديات لابد يتبعوا استراتيجيات حديثه تساعدهم لمواكبة التغيير الحاصل وهي احد اهم استراتيجيات الجودة الشاملة التي تحرص عليها الشركات بشكل كبير سواء على القطاع الحكومي أو الخاص
• لو طلبنا منكم توجيه رسائل لثلاثة فئات الأولى المهندسين السعوديون، الثانية للعاملين في القطاع العام والخاص، والثالثة لكافة المبتعثين المبتعثات، فماذا تقول لهم؟
أولا أقول للمبتعثين جميعا المبتعثات ” أنتم الان أمام فرصة عظيمة وبلادكم تتيح لكم كسب المعارف والمهارات بشكل غير محدود فأوصيكم باستغلال هذه الفرصة بالتمكن الأكاديمي أولا، وتطوير المهارات بالبرامج التطويرية والتدريبة، والانخراط في الجمعيات العلمية الموجودة في الجامعات التي تدرسون فيها، وحضور المؤتمرات العلمية المهنية في مجالات تخصصكم وهذا يفتح أمامكم الطرق لمعرفة الفرصة القائمة في كل المجالات، وإتاحة الفرصة لكسب علاقات جديدة من مختلف الدول في مجال تخصصاتكم ”
أما المهندسين فأقول لهم ” أن سوق العمل الان يبحث عن المتميز والأكثر تميزا واختلف الوضع عن السابق تماما وأصبح سوق العمل يبحث عن الشخص الذي يتميز بالجودة العالية والذي يمكن أن ينتفع به لذلك يجب عليكم ان لا يكون لكم حد في تطوير مهاراتكم وحضور المؤتمرات والمشاركة بأبحاث علميه
وبالنسبة للعاملين في القطاع العام والخاصة فأوصيهم بمعرفة احتياجات سوق العمل الحالي ودراسة الرؤية بشكل عميق ومواكبة التحول الوطني ودعمه ومساندته وضرورة الانفتاح على السوق الدولي والخارجي لمعرفة التحديات العالمية ومعرفة الفرصة الموجودة المتاحة لهم، والتركيز على مساعدة الدولة لوجود سلاسل إمداد ولوجستيات تخدم البلد في البداية وتجعلها تورد بدل من الاستيراد لكل المنتجات خاصة الهندسية منها وان نكون مصدر اللوجستيات وتصديرها للعالم الخارجي
• وصلنا لنهاية الحوار وانتهت أسئلتي اذا كان لديك مزيدا فالمساحة متروك لك ؟
نقطة أخيرة: أن وطننا بذل لنا الكثير منذ نعومة أظفارنا وحتى حصولنا على المؤهلات العليا في كافة التخصصات لان وطننا يتميز بالسخاء والعطاء والكرم وأقل واجب أن نساهم في دفع عجلة التنمية فيها لدعمه في الرؤيا المباركة 2030 وتوجهاتها الاقتصادية ببذل قصار جهدنا لرد الجميل ومهما قدمنا فلن نوفي الوطن حقه
وأخيرا شكرا لك لإتاحة هذه الفرصة وشكرا لصحيفتكم على المتابعة لأحوال المواطنين السعوديين في الخارج.