هل أنظمة الطيران تفتقر إلى المرونة…؟
أنظمة الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” تحدد الحد الأعلى من المسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة حسب عدد مضيفي الخدمة على متن الطائرة لتقديم المساعدة المعيارية اللازمة عند حالات إخلاء الطائرة في حالة الطوارئ، وكما أن على المسافر من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يوضح حالته ويطلب المساعدة أثناء الحجز أن كان يستخدم كرسي متحرك، ومعظم شكاوى المسافرين لعدم تلقي المساعدة سببها إهمالهم لطلب المساعدة عند إجراء الحجز فيفقد هذه الخدمة، لارتباطها بجدولة خدمة المضيفين ومناوبات عملهم.
وبعيداً عن التعاطف بالموقف الذي حدث في مطار الملك عبدالعزيز لأحد المسافرين الاكاديميين من جامعة الملك سعود وهو أحد الأشخاص ذوي الإعاقة لحضور مؤتمر للتعليم العالي وكان من ضمن برنامج المؤتمر بأنه سيقدم محاضرة وورشة عمل، وعند وصوله إلى المطار والعمل على أنها إجراءات سفره تم منعه من السفر بمفردة لعدم وجود مرافق، أكاديمي ودكتور في مهمة عمل كان من الأجدر من مسؤولو خطوط الطيران أن يكونوا أكثر مرونة في هذا الموقف وإيجاد حل سريع لتمكينه من صعود الطائرة بدلاً من المنع وتفويت عليه حضور المؤتمر ووضعه في موقف محرج، وخصوصاً أن العالم الأن يسعى لتمكين ذوي الإعاقة ومن سهولة الوصول وسلبه حقه في السفر وبكل سهولة، وبرغم من تبرير المتحدث الرسمي لشركة الطيران بأن هذا نظام دولي متبع، إلا كان ينبغي على الموظفين إيجاد مخرج غير هذا التصرف، ونفس الموقف حصل أمامي عندما زار أحد الزملاء من ذوي الإعاقة البصرية الأحساء قادماً بسيارة أجرة من الدمام لتقديم برنامج تدريبي، وعند عودته رغب بالحجز عن طريق الخطوط الحديدية، وعند وصوله إلى موظف الشباك رفض دخوله عربة القطار لعدم وجود مرافق.
وهنا يصح القول إن المشكلات التي يتعرض لها هؤلاء الأشخاص إجمالاً لا يمكن أن تفسر بالإعاقة ذاتها وأنواعها بل بالطريقة التي ينظر بها المجتمع، وإن التهميش والاستبعاد عن مسار الحياة الطبيعية والحد من مشاركتهم ووضع العقبات والموانع في الانظمة تحول دون تفاعلهم مع المجتمع، فلذا على المؤسسات والهيئات والأفراد الفاعلين والمؤثرين لايمكن له أبداً أن يقف متفرجاً أو على الحياد بل لا بد أن يكون منحازاً وإيجابياً ومسؤولاً إلى أبعد الحدود عن هؤلاء الأشخاص الذين هم بحاجة إلى كل أنواع الدعم والمساندة من أجل ضمان حقوقهم وتمكينهم من العيش أسوة بغيرهم من غير المعاقين، وحتى تتظافر كل الجهود المخلصة للقضاء نهائياً على هذه النظرة السلبية والقاصرة.
ak.alzebdah@gmail.com