لا يخلو أي مجتمع من المشاكل ومنها الزوجية، في الوقت التي يتواجد على الساحة منذ زمن طويل استشاريين أسريين يلجأ إليهم البعض لاستماع النصح من أجل حل تلك المشاكل، لكن البعض يلجأ إليهم من أجل تفريغ مشاكله وهمومه للمستشارين، وفي النهاية لا يخرج بالنتيجة المأمولة.
صحيفة “شاهد الآن” استطلعت آراء استشاريين للحديث حول ذلك.
توازن العملية الاستشارية
أوضح المستشار الأسري الأستاذ حبيب الشومري أن ثقافة المجتمع لا تزال مسيطرة على هذا الجانب وتمنع من تقديم استشارة احترافية وفق المعايير العالمية إلا القليل، كما أن بعض الشروط القانونية تحد من ذلك أيضا، ففي الجانب الاجتماعي يعتقد الرجل بشكل أكبر في مجتمعنا أنه من المعيب أن يبوح بمشكلته الزوجية أو انه قادر على حلها بدون تدخل من أي طرف أو أن من يقدم الاستشارة لن يقدم له شيء يشكل فارق لحل مشكلته، لذا فإن أغلب طالبي الاستشارة هم من النساء ويرفض الزوج قبول الاستشارة وهذا مخل بالعملية الاستشارية، في المقابل تعتمد النساء بشكل كبير على الاتصال الهاتفي أو الكتابي للحصول على الاستشارة وهذا أيضا مخل بالعملية الاستشارية التي ينبغي أن تكون حضورية، وهنا يأتي عامل قانوني وهو صعوبة جلوس المستشار مع الحالة في حالة اختلاف الجنسين إلا بوجود وسيط وهذا أيضا مخل بالاستشارة، لذلك تتعقد عملية تقديم الاستشارات في مجتمعنا ومع بذل المحاولات أن تكون احترافية لكنها أقرب ما تكون اليوم لشكل الفضفضة وتخفيف الاحتقان.
من أي نوع استشارتك
أما بالنسبة للاستشارات التي تأتي فقد قالت الاستشارية الأسرية الأستاذة فاطمة الخلف أنه هناك أشكال كثيرة من الأشخاص الطالبين للاستشارة ومنهم (الشكاية) وهي التي تطلب استشاره وتشتكي طوال الوقت وفي نفس الوقت تقوم الاستشارية بطرح الحلول لها ولا تطبقها وترجع في كل مرة تعيد الشكوى فهي لا تريد الحل بل تريد الشكوى طوال الوقت، والنوعية الثانية هي التي تقدم الحل قبل أن تلقي الحل والإجابة وهي من الأساس تريد فقط أن تثبت أنه رأيها هو الصحيح، والنوعية الثالثة وهي التي جادة في البحث عن الحل فهي تنصت للأسئلة الموجهة لها وللحلول وتطبقها وتتابع باستمرار مع الاستشاري وهي تهدف للحل بشكل جدي والعمل من أجله، لذلك علينا حين البحث عن مشكلة أن تعي المستشارة من أي نوع هي وهل فعلا تريد الحل أم فقط التفريغ والشكوى والحل لا يأتي على طبق جاهز إنما هناك العديد من الخطوات التي يجب العمل عليها للحصول على التحسن المطلوب.
الجانب النفسي من الاستشارة
وتحدث من الجانب النفسي المستشار الأسري علي التمار وقال إن الاستشارات لا تأتي إلا لطلب الحلول والعلاج إلا أن البعض يعطي مسكنات، مثل قبول الاستماع والتفريغ دون إبداء الرأي ودائمًا الاستشارة تكون تفريد وليس تعميم وعلى قيم المستشير وليس قيم المستشار، أي المستشير عندما يستشير مستشار والمستشار استخدم مهارات الانصات الفعال هنا المستشير وصل إلى الارتياح من بعد التفريغ وربما هذا ما يبحث عنه، وهو أن أحدًا يسمعه وينصت له بمفهومية، ولكن كل الاستشارات إذا مهنية ومع مختص تكون للفائدة والتوجيه والعلاج وكما نعرفه في علم النفس تكون لثلاث مطالب وهي : للوقاية، وللتنمية والتثقيف، وللعلاج.
دافع الاستشارة
وأضاف المستشار الأسري عبدالله العباد أن هناك دوافع كثيرة من طلب الاستشارة ومنها إما استشارة (للدعم)، حيث المستشير لا يريد منك حل، وإنما يريد منك دعم لقرارته التي اتخذها أو التي سوف يتخذها، أو استشارة (للتنفيس)، حيث أن المستشير هنا يريد أن يتكلم ويرغب من يستمع له ويتفاعل ويتعاطف معه فقط ، أو استشارة (للعلاج)، حيث المستشير يرغب في مساعدته في تخطي أو حل المشكلة التي يعاني منها، أو استشارة (تحت الضغط)، حيث المستشير يأتي بأمر وضغط من طرف آخر، وهذ فقط يقوم بتأدية واجب، لا يريد حل ولا فضفضة ولا دعم، وانما تأدية واجب ليس أكثر.