توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لجميع الجهات الحكومية باعتماد مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المخاطبات الرسمية، تنهي سنوات من الاجتهادات والجدل الغير منطقي لوصف حالة ذوي الإعاقات، ووضعهم في غير إطارهم الطبيعي والوصفي، فالبعض يطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة، ذوي المواهب الخاصة، ذوي القدرات الخاصة، هدايا الرحمن والبعض يحلو له تسميتهم بهبة الرحمن وذوي الهمم، وكل هذه التسميات لا تتعدى سوى دغدغة للمشاعر من باب العطف والرفق بهم، ولو سُؤل أي شخص من المقصود بهذه التسميات…؟ لقال المعاقين!، إذن لماذا هذا التمحور في التسميات.
ويرجع السبب لكثرة التسميات إلى النظرة الدونية لهذه الفئة وتغيير الاسم هو بقصد رفع مكانتهم بين افراد المجتمع، وغالباً من يطلق هذه الأوصاف هم أشخاص من غير ذوي الإعاقة، فمن وجهة نظرهم أنك تخدش مشاعرة أو تقلل من شأنه، فنقول لهم أن وصف الإعاقة بوصفها الطبيعي ليس عيباً فأنت تصف حالة الشخص وليس الاستنقاص منه، ووصف الله سبحانه وتعالى في القراّن الكريم عبدالله بن أم مكتوم بالأعمى (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءَهُ الأَعْمَى) صدق الله العظيم. فالتسميات المشاعرية إضاعة لحقوق ذوي الإعاقة ووضعهم في غير إطارهم الصحيح، فمسمى ذوي الاحتياجات الخاصة يطلق على أكثر من فئة مثل كبار السن والأيتام والموهوبين والأمراض المزمنة مثل الضغط والقلب والسكر …. الخ، وأصحاب الهمم هل كل شخص من ذوي الإعاقة صاحب همه؟ إذن !! من هم الذين يحتاجون رعاية خاصة وكيف نميزهم عن غيرهم …! لذا نرجع مرة أخرى للوصف الذي نهرب منه ونقول ذوي الإعاقة.
والصفة المعتمدة (الأشخاص ذوي الإعاقة) بناء على الاتفاقية الدولية في هذا المجال والتي صادقت عليها السعودية عام 2008 م وعلى هذا تم إنشاء وحده بهيئة حقوق الإنسان باسم (الأشخاص ذوي الإعاقة) وهنا تكون نظرة شمولية حيث ننظر للإعاقة بوصفها نتيجة تفاعل الشخص مع المواقف البيئية والسلوكية.
وكما استبعدت الاتفاقية الدولية مسمى المعوقين أو المعوقون كونه في نظرهم أسم معيب كأشخاص لهم حقوق وعليهم واجبات ومن حقهم العيش باستقلالية وبمسمى يليق بهم والاتفاقية الدولية تسمو على الأنظمة الداخلية للدولة وفي حالة تعارض الأنظمة الداخلية مع الاتفاقية فيتم تغليب الاتفاقية الدولية، ومن هنا يتضح أهمية المسمى في المحافظة على حقوقهم وعدم إدراجهم تحت أي مسمى لا يميزهم عن غيرهم وإعطائهم جميع حقوقهم الاجتماعية كاملة وحق التعايش مع أفراد المجتمع وتطبيق كود الوصول الشامل، وعدم النظر إليهم بنظرة دونيه أو أنهم “مساكين” فتجد فيهم من هو أفضل من الشخص الذي ليس لدية إعاقة، والمسمى ليس إلا لإثبات حقوقهم لإيجاد لهم خدمات خاصة في الدوائر الحكومية والخدمية والمطارات ليتمكن الموظف المختص من خدمتهم لأن البعض منهم يحتاج إلى مساعده في بعض الأمور، فلا نتحسس من هذا الاسم فكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة لا يقبل بتسميته بغير هذا الاسم لحفظ حقوقه.
ak.alzebdah@gmail.com