في عام ١٩٥٦م بدأ ظهور الذكاء الاصطناعي (Al) في كلية دارتموث، وتعتبر حقبة الخمسينيات فترة ميلاد علوم الذكاء الاصطناعي، لكن ورود فكرة وجود آلة ذاتية على ذهن البشر في فترة أقدم من ذلك كثيرًا، أقدم مما نتخيل، فتاريخ الذكاء الاصطناعي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ علم المنطق وكذلك الفلسفة وهو الشيء الذي أمضى الفلاسفة عقودًا في محاولات لفهمه ووضع خطوط عامة له بداية من أفلاطون فأرسطو وإقليدس حتى ويليم الأوكامي.
إن الذكاء الاصطناعي علم يهدف إلى فهم طبيعة الذكاء الإنساني المتسم بالذكاء، فهو يقوم بتغطية كل ما له علاقة بتصوير الآلات لتصبح على مستوى من الذكاء يحاكي التفكير الفريد للإنسان، فهو آلة لها القدرة على محاكاة العقل البشري وطريقة عملة مثل قدرته على التفكير والاكتشاف والاستفادة من التجارب السابقة.
فقد استخدم العديد من الشركات تقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على أفضل نهج عملية التعلم فمن الممكن توفير نظام تعليمي يخصص عملية، التعلم لكل طالب على قدراته ومهاراته، بالإضافة لمساعدة المعلم لتحديد مستوى الطلاب وزيادة معدل النجاح لديهم، وأيضا هناك برامج تساعد على تصحيح الإجابات وتحديد الدرجات مما يوفر الوقت والجهد.
كما أن الذكاء الاصطناعي يتعرف على الأصوات والكلام والقدرة على تحريك الأشياء، ويقدر على معالجة الكم الهائل من المعلومات التي يتعرض لها والبيانات دون اي عناء، بسرعة وفعالية اكبر بكثير من أي إنسان، يمكن لبرمجيات الذكاء الاصطناعي أيضًا اتخاذ قرارات بدائية بناء على تلك البيانات، ويمكن أن يعلم نفسه استخلاص استنتاجات جديدة منها من خلال العملية التي نسميها ” التعلم الآلي” هذه العملية سوف تسمح لنا بتحقيق رؤى لم نكن نظن أنها ممكنة، والشراكة بين الإنسان والالة يمكن أن تحسن كثيرًا من أنظمة المرور والرعاية الصحية والتسوق وأشياء أخرى كثيرة.
إلا إن كثير من الخبراء يحذون من مخاطر الذكاء الاصطناعي وأهمها:
المخاطر الرقمية: حيث يمكن أن يحدث احتيال أوتوماتيكي أو إنشاء حسابات بريد إلكتروني مزيفة ومواقع إلكترونية وروابط إلكترونية لسرقة المعلومات، كما يحدث عمليات اختراق أسرع من خلال الكشف الآلي عن البرمجيات التي يمكن اختراقها، كما يمكن حدوث خداع في نظام الذكاء الاصطناعي من خلال استغلال الثغرات التي يرى الذكاء الاصطناعي من خلالها العالم.
كما توجد مخاطر سياسية: حيث يستخدم في الدعايات المغرضة، عن طريق الإنتاج التلقائي للصور ومقاطع الفيديو المزيفة، كما أنه يمكن حدوث الإزالة التلقائية لكل ما هو معارض، عن طريق العثور التلقائي على النصوص والصور المعارضة لسياسات معظم الأنظمة وإزالتها.
ومن مخاطره أيضا الهاجس المادي: والتي يستخدم في تحويل الهجمات الإرهابية غلى وسائل إلكترونية ذكية دون تدخل بشري، عن طريق استخدام الطائرات دون طيار أو المركبات ذاتية القيادة كأسلحة، كما يتم استخدام أسراب من الروبوتات والتي تتكون من الكثير من الروبوتات الذاتية التي تحاول تحقيق الهدف ذاته، كما يسمح بحدوث الهجمات عن بعد، حيث إن الروبوتات الذاتية ليست بحاجة للتحكم بها من أي مسافة مهما كانت طويلة.
بعد كل هذا وجدتني أفكر تفكيرًا عميقًا، التفكير وجدت نفسي أتساءل، هل يجدر بنا الخوف من سيطرة الآلة في المستقبل؟ وهل السعي في تطوير الذكاء الاصطناعي يمكن أن يدمر البشرية؟