وصل فريق فكر للقراءة التابع للبرنامج الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء إلى محطته الثالثة ضمن برنامجه الموسوم بـ(رُحَّال) وهي الرياض حيث أقام مناقشةً لكتاب (الليبرالية الجديدة) للدكتور عبدالله الغذامي باستضافة كريمة من البرنامج الثقافي بإدارة الدكتور فهد العتيبي وبأمسية أدارها حسن السلطان وذلك في مقهى مكانة بالرياض ، وقد افتتحت الأمسية بعرض فيلم قصير يقدم الفريق إلى الجمهور الذي ضم رئيس مجلس الإدارة لجمعية الثقافة والفنون الأستاذ عبدالعزيز السماعيل ومدير عام الجمعية الدكتور نايف خلف ومدير فرع الجمعية بالرياض الأستاذ عامر الحمود ورئيس البرنامج الثقافي الدكتور فهد العتيبي ومدير فرع الجمعية بالأحساء الأستاذ علي الغوينم و مشرف البرنامج الثقافي بالأحساء الدكتور محمد البشير ونخبة من المثقفين ، وقد شرح السلطان أهداف الفريق وآليته في المناقشة وعلى ذلك تم ترتيب المقاعد على شكل حلقة بحيث يقابل الجمهور بعضه بعضا ما يهيئهم لإبداء آرائهم ويحفزهم على النقاش انطلاقًا من رؤية الفريق كما تقول قائدة الفريق فاطمة العلي بأن الجمهور هو المتحدث الأول في المناقشة ، وقد شرع السلطان في تقديم كتاب المناقشة طارحًا على الجمهور أسئلةً استنبطها من موضوعات الكتاب تستثير في الجمهور روح النقاش والحوار، ومنها: ما هي العولمة؟ وما إيجابياتها وما سلبياتها؟
ومن أبرزها: لماذا تنتشر الشائعات أكثر من الحقائق؟ و يرى مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء الأستاذ علي الغوينم بأن من يطلق الشائعة يصممها بحيث تكون مثيرة ومخالفة للسائد والمألوف وقد ساعدت وسائل التواصل على ذلك ويقول الأستاذ علي المهناء أن الإشاعة تظهر بشكل مخطط له ومن ثم يسعى مُصدر الإشاعة أولًا إلى استهداف رغبة الناس والإنسان يميل لتصديق الشيء الذي يحبه والعامل الآخر هو أن الناس تنشر ما تخاف أن يكون حقيقةً. وهناك من يرى بأن المسألة قياس ردات فعل عبر الإشاعات من أجل التحكم في توجيه الحراك الثقافي، بينما أشار الدكتور محمد البشير إلى إشكالية تقارب العالم في تواصل الشعوب وذوبان العنصرية وتقبل الآخر من جانب وتوحش الصورة وقدرته الشرسة على إثارة الفتن وإشعال الحروب .
وقد أثار الفنان حسين اليحيى نقاشًا عبر سؤاله هل للعولمة إيجابيات أكثر من السلبيات التي ذكرها الغذامي في الكتاب ، فأجابت الأستاذة أماني السلطان بأن العالم قريب من بعضه وهذا يعطيك فرصة لأن ترتقي بنفسك وترى توجهات أخرى قد تكون غير منتبه لها ، ويقول آخر بأن العولمة عبارة عن ربط للعقول والقوة تكمن في ذلك ومن الإيجابيات كذلك النضج في التجربة بحكم تطورها ومنها أن الإنتاج الكمي يكون أقل تكلفة والنتيجة توفير الموارد ، ويرى الأستاذ عبدالرزاق الفيفا بأن العولمة هي الثقافة البيضاء التي تربط الثقافات الأصلية لتطَّلع كل ثقافة على الأخرى مع الحذر من التوغل في هيمنة معينة حتى لا تؤثر على الموروث الثقافي فالأمة التي ليس لديها رؤية تعيش في ظل أمة أخرى مشيدا بما لدينا من رؤية تنطلق نحو المستقبل محافظة على ما لدينا من إرث ، ومن الأسئلة التي طرحها السلطان: هل للسعودية خصوصية تميزها عن الدول الأخرى؟ ترى إحدى الحاضرات بأن السعودية تتميز بخصوصية دينية وضربت مثالًا بأنها تغلق أسواقها في أوقات الصلوات ، بينما يرى الفنان حسين اليحيى بأن أغلب من يشير إلى خصوصية السعودية هم يشيرون إلى الخصوصية الدينية لها، بحكم أن أرضها منبع الإسلام، لكن ذلك يتعارض مع كون الإسلام دينًا عالميًّا، بينما يؤكد الدكتور نايف الثقيل على هذه الخصوصية المكتسبة من اتجاه كل المسلمين لقبلتهم في أرضنا ، ويقول مدير لجنة إدارة جمعية الثقافة والفنون الأستاذ عبدالعزيز السماعيل بأن خصوصية السعودية تتميز بعمق إستراتيجي للثقافة السعودية والسياسة السعودية وكذلك العمق الديني والعمق الاجتماعي وهذا يشكل خصوصية ليست بالضرورة أن تكون متعالية على الآخرين لكن يجب المحافظة عليها ودعمها وإلى جانب ذلك يكون هناك مشروع لتطويرها ، ويقول الدكتور فهد العتيبي بأن الخصوصية الدينية للسعودية تكمن في كونها نالت شرف تنظيم المشاعر المقدسة وخدمة الحجاج وهذا ما جعل الآخرين هم من يمنحنا الخصوصية حتى عند ذهابنا إليهم ، وقد تجاوز النقاش الوقت المحدد له دون أن يشعر أحد بالملل ونوه الأستاذ سليمان العبود إلى جدوى مثل هذه الطريقة في تبادل المعارف والخبرات .