المتابع لنادي العيون والمحب له من جماهير ومتعاطفين يرثون حال النادي وما وصل إليه من سوء في جميع النواحي. التكتل والشللية المبنية على المصالح المؤقتة هي إحدى العوامل التي أوصلت نادي العيون لما هو عليه من تردي الحال وسوء المنقلب. عندما تنظر إلى خارطة الرياضة في المنطقة وتبحث عن نادي العيون في هذه الخارطة لن تراه بالعين المجردة، بل يحتاج إلى عدسة مكبرة وبالكاد تراه. مرت السنوات الأربع الماضية ولم نسمع إنجازات لنادي العيون وأضفنا أربع سنوات عجاف للسنوات الثلاثين الماضية. لا أعلم هل كل من يترأس نادي العيون يتلذذ في إغراقه ويستمتع بسماع آهات جماهيره؟!. أربع سنوات ماضية كانت ركودا في جميع الأنشطة وحتى من الصخب الإعلامي.
الجماهير تتألم والمحبين لهذا النادي الذي يحمل اسم مدينة العيون يبكون حرقة ويدعون الله بأن يغير الحال والسكوت مع الصبر قد يؤتي ثماره ولكن النتيجة كما هو الحال دائما، نادي العيون لم ينجح أحد!.
بعد شهر أو شهرين سوف تبدأ انتخابات مجلس إدارة نادي العيون وسوف يعود المهرجان الترفيهي للانتخابات وستعود الحياة لنادي العيون وسيتذكره من كان في سبات أربع سنوات. وسوف نشاهد مهرجاناً مزدحماً بالتناقضات والتكتلات والمضحكات والمبكيات والتحديات التي يكسوها الهياط الزائف وحب الخشوم وإرسال المراسيل والمجاملات الكاذبة. سوف ترفع شعارات الحب والخوف على نادي العيون. مسلسل يعاد كل أربع سنوات بنفس السيناريو والممثلين والمخرجين.
صحيح أن لعبة الانتخابات أصبحت مختلفة عن السابق واحترقت كروت المسترزقة والسماسرة الذين ينشط دورهم في وقت الانتخابات. من أراد الفوز بالانتخابات عليه الحصول على البطاقة أو العضوية الذهبية، فهذه كانت كفيلة لضمان الفوز في الانتخابات السابقة وأقصد بها الأربع السنوات الماضية. التي كانت سهلة لأصحاب المال. ولكن اللائحة الجديدة استدركت ان وجود أعضاء غير فعالين ومجرد كمبارس في إدارة صاحب البطاقة الذهبية تحتاج إلى إعادة نظر وبالفعل وضعت شروط على رئيس القائمة وأعضاء مجلس الإدارة فيها شيء من الاحترافية والحوكمة ومن إيجابيات هذه الشروط ان رئيس القائمة يبحث عن اعضاء لهم وزن اكاديمي وثقافي وقانوني وخبرة في الإدارة المالية والمجال الرياضي. في الانتخابات السابقة كان المال هو سيد الموقف ولكن في الانتخابات القادمة المال والأشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط هما اسياد الموقف!
هل لا زال للأمل بقية لإحياء نادي العيون من غيبوبته الطويلة؟
الجواب على هذا السؤال لن يكون من كاتب المقال. بل الإجابة عند رجال الأعمال الذين ابتعدوا طوعا أو كرها عن نادي العيون. ابتعدوا ليس بسبب فقدان الأمل في نادي العيون بل مجاملة لا شخاص لا يفضلون الاختلاف معهم وكأن العلاقات الشخصية تتوقف على ميزان الاقتراب أو الابتعاد عن النادي. لأبد ان يكون لرجال الأعمال كلمة في الانتخابات القادمة وعليهم ممارسة دورهم الاجتماعي وواجبهم الأخلاقي تجاه مدينة العيون. في السابق كانت الثقة في بعض الشخصيات عليها بعض الملاحظات اما الان ليس لديكم أي عذر لأنكم سوف تحكمون على المتقدمين ككتلة واحدة وأي شخصية لا ترون فيها الكفاءة الإدارية من حقكم كاعضاء ذهبيين او داعمين ان تفرضون شروطكم على رئيس القائمة لان الهدف الأسمى هو تطوير النادي لا تدوير لشخصيات أخذت حقها في إدارة النادي. وجود تكتل من رجال الأعمال لإنقاذ نادي العيون مطلب جماهيري وأمنية يحلم بها كل أهالي العيون. وليس من الضرورة ان نتفق على قائمة واحدة لأن جميع من يرى نفسه اهلا لتحمل المسئولية من حقه اختيار قائمته التي تتشارك معه فكريا واذا تعددت القوائم بأعضاء أصحاب خبرة وكفاءات. عليهم عرض برنامجهم الإنتخابي لكتلة رجال الأعمال الذين يملكون بطاقة عضوية ذهبية سواء منفردون او مجتمعين يمثلهم رجل واحد. وبعد عرض المناظرات والبرنامج الانتخابي لكل قائمة تحدد الكتلة من يرونه مناسبا لإدارة النادي. هكذا تعمل الأندية في جميع انحاء المملكة في عصر خصخصة الأندية. اذا لم يتكاتف رجال الأعمال والجماهير في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ النادي ويعملون على إنقاذه والا نادي العيون ككيان سيموت موتته النهائية.
هل هناك بقعة ضوء لإخراج نادي العيون من النفق المظلم؟
لا يستطيع الإجابة على هذا السؤال إلا شباب مدينة العيون، لأنهم مصدر الأمل لإخراج نادي العيون من النفق المظلم الذي سكن فيه منذ عشرات السنين. على الشباب أن يملكوا الشجاعة ويتقدمون بقائمة فيها مجموعة من الأفراد يملكون الحمية العيونية والفكر الواعي والنية الصافية لإنقاذ نادي العيون. لا تخافوا من النقد ولا تخافون من الفشل. نعلم أنكم سترثون كيانا شبه ميت ولكن بتوفيق الله ثم بهمتكم سوف تعود الحياة لهذا الكيان. هناك أندية مرت عليها ظروف أشد من ظروف نادي العيون ولكن بتكاتف الشباب ورجال الأعمال والمخلصين عادت تلك الأندية قوية وأصبحت تنافس على البطولات. نادي العيون ليس استثناء أو حالة خاصة وبهمة المخلصين سوف يعود نادي العيون، لا يوجد مستحيل على شباب المفارجة. عليكم إثبات برنامجكم للجميع وسوف ترون كل فئات المجتمع تقف بجانبكم. شباب العيون ولله الحمد لا تنقصهم ثقافة وعلماً وخبرة في إدارة النادي وهناك الكثير من الشباب ينتظر منا التشجيع لإقناعه وأتمنى تكرار تجربة دخول الشباب في المنافسة على رئاسة مجلس النادي كما حصل قبل أربع سنوات سواء بذات الأسماء أو أسماء جديدة.
وفي الختام لا نظن أن الجميع سوف يقف ينتظر ظهور قوائم جديدة تتنافس على رئاسة مجلس نادي العيون بل سنرى قوائم قد تكون بأسماء جديدة ولكنها تلبس ثياباً قديمة على الرغم من تلونها بالوان شبابية. البعض تحرك بعد اللائحة الجديدة والبعض الآخر كان يخطط منذ سنة. لعبة الانتخابات أصبحت مكشوفة وصاحب البطاقات الذهبية سوف ينتصر ولكن إذا لم يضم قائمته شباب بعقول جديدة وبأصحاب همم عالية فإن انتصاره لن يتعدى جلوسه على الكرسي الدوار والحرس القديم سوف يسرح ويمرح في النادي. فالحذر الحذر من عودة هؤلاء البشر .