اعتدنا أن نسمع عبارة " نجاح محقق " مع انتهاء أي عمل ينفذ دون النظر إلى الأسس والمعايير التي بنيت عليها ، مما جعلها عبارة روتينية يطلقها الجميع حتى الذين ثبت فشلهم بالأعمال المؤكلة إليهم ، معتقدين أن إطلاقها يمثل دعاية جذابه وكسب لثقة الآخرين ، متناسين أنهم خسروا المصداقية لأن أوراقهم كشفت أمام الجميع .
والمخجل أن من يدعون تحقيق النجاحات وينظمون حفلاتها وينفقوا من الأموال المؤتمنين عليها لا يمتلكون الجرأة والقوة للمواجهة ، فيسعون للاستعانة بالمرتزقة للدفاع عنهم والحديث عن منجزاتهم التي لا وجود لها .
وهنا أقول لمن يدعو النجاح ، إن للنجاح في النظم والإجراءات التجارية
داخل الشركات الكبرى معايير تبنى على مجموعة من الأسس والمبادئ والقوانين ، والتي تمثل الإطار العام للشركة ، الذي يحدد على ضوئه النجاح المحقق ، ونسبه ، والاخفاقات المسجلة ونسبتها .
ومن أبرز سمات نجاح الشركات ثقة المساهمين في مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية ، وثقة العملاء في الشركة ، ومنها تبنى البرامج وتوضع الخطط ، ويبقى العملاء وتكسب الشركة عملاء جدد ، ويكون النجاح الفعلي حليف الشركة .
وللنجاح معايير تتمثل فيما يلي :
• الرغبة في تحقيق الهدف والشغف تجاهه
• أن يكون الهدف واقعيا ومناسبا
• تجزئة الهدف إلى أهداف أصغر
• تخصيص الوقت الكافي لتحقيق الهدف
• الاحتفال بالنجاحات الصغيرة
• اختيار البيئة المناسبة
وإن كان النجاح يمثل جمالا للشخص والمجموعة ، فإن طريقه هو النجاح الحقيقي ، كما يقول الشاعر محمود درويش : " الطريق إلى البيت أجمل من البيت نفسه " ، وهذا يعني أن طريق النجاح أجمل من النجاح لأنه يرسم للآخرين مشوار صعب تم تجاوزه .
فهل يعي مدعو النجاح أن الأيام ستكشفهم ، وأن النجاح الحقيقي يبنى على الصدق في القول وترجمته لأفعال ، وأن الأبواب المغلقة تأكيد على فشلهم لا نجاحهم .
ومن ساندهم اليوم من أجل مصلحته الخاصة سيبيعهم غدا حينما يفقد مصلحته ، وللنجاح رجاله المخلصون .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com