ماهو مفهوم الحوار الأسري؟؟
الحوار الأسري: هو وسيلة من وسائل التواصل الفعال بين أفراد الأسرة؛ لجعلهم قادرين على التعامل مع الآخر، والتعايش مع المجتمع . ويعرف ايضا بانه هوالتفاعل بين أفراد الأسرة الواحدة عن طريق المناقشة، والحديث عن كل ما يتعلق بشؤون الأسرة من أهداف ومقومات و عقبات ، ويتم وضع الحلول، وذلك بتبادل الأفكار و الآراء الجماعية حول محاور عدة ، مما يؤدي إلى خلق الألفة ،فالحوار الأسري كل ما يتعلق بحديـث الأب مع أبنائه ، أو نقاش الأبناء مع أبائهم ، أو حديث الزوج مع زوجته والعکس ، فکل هذا يندرج تحت مفهوم الحوار الأسري، الذي نطمح أن يکون مظلة الحوار الهادئ البناء الذي يعزز القيم ويقوي المبادئ وينشر سحابة المودة والرحمة.
والحوار موجود منذ أن خلق الله الکون؛ ولکن طرأت بعض المتغيرات السياسية والاقتصادية والفکرية والاجتماعية تسببت في غياب الحوار عنا وأصبحنا لا نمارسه في حياتنا اليومية
أين تكمن أهمية الحوار الأسري؟؟
إن الحوار يعد مطلباً أساسياً في العلاقة الزوجية حيث إنه بمثابة اللبنة الأساسية لبناء حياة زوجية مستقرة ، هذا غير أنه يعد من أكثر الطرق فعالية للتواصل مع الطرف الآخر مما ينتج عنه ما تسمى بعملية " التوأمة الفكرية " فيما بين الزوجين ، وبذلك تزيد الألفة والمحبة فيما بينهما؛ وهذا بحد ذاته يجعل كل منهما متفهم لطبيعة الآخر وفكره وأحاسيسه وميوله .[7]وكذلك يعتبر الحوار الأسري ركيزة مهمة في البناء التربوي لأفراد الأسرة وحسب دراسة (آل عازب:2019 ) فالحوار الأسري يـسهم (بدرجة كبيرة جداً) في تكوين الجانب الإيماني للأبناء، وكذلك يسهم (بدرجة كبيرة) فـي تكـوين الجانب النفسي، والأخلاقي والاجتماعي، والعقلي للأبناء .[8]و يُعد الحوار الأسري أساس للعلاقات الأسرية الحميمة، والذي يساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة لما يخلق من روح التفاعل الاجتماعي؛ مما ينتج من ذلك تعزيز الثقة في أنفسهم وتأكيد ذواتهم، وهذا ما يجعلهم أکثر قدرة على تحقيق طموحاتهم و أمالهم.[9]
أين نجد نموذج للحوار الاسري في القرآن!!!
القرآن يحمل صوراً ونماذج عدة تساهم في تأصيل فكرة الحوار الإيجابي الفعال، وأن الحوار هو الأصل في الدعوة والتعامل والسلوك. فالحوار كان نهج الأنبياء مع أقوامهم في مختلف أزمنتهم وأمكنتهم من نبي الله نوح إلى النبي محمد ﷺ.[3]
حوار الابن مع أبيه
جاء في القرآن نموذج لحوار الابن (النبي إبراهيم) مع أبيه المشرك يدعوه إلى عبادة الله وحده برفق ولين واحترام
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا
يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا
حوار الأب مع أبنائه
* في حوار النبي نوح مع ابنه يدعوه فيه لركوب السفينة و اللحاق بركب المؤمنين بدعوته للتوحيد بأسلوب أبوي رقيق ينادي فيه نوح ابنه بلقب البنوة فيقول
* وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ <img
حوار الإخوة
ويعرض القرآن حوار النبي يوسف مع إخوته و قد أقروا بخطئهم فطلبوا منه أن يغفر لهم
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ
قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
حوار الزوج مع زوجته
وقد جاء في القرآن حوار الزوج النبي محمد مع زوجته في خطأ وقعت فيه الزوجة ، وبيّن القرآن جانب من جوانب التعامل مع المخطئ ؛وذلك بالإعراض عن الاتيان بجميع أخطاء المخطئ، وهو ما يسمّى بالتغافل
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ
وفي لقاء مع إحدى الفتيات(ع.ج) ذكرت بأنه بسبب غياب الحوار الاسري وعدم الاعتياد على ذلك هناك خلافات اسرية كثيرة بينها وبين اخوتها
حيث غياب التفاهم بين أفراد الاسرة أدى الى تراكم المشكلات وعدم القدرة على حلها،لذلك هي ستبني اسرتها مستقبلاً على أسلوب الحوار والتفاعل الاسري منذ بدايتها.
.