سعدت أثناء حضوري للملتقى الثقافي لتدشين عدد من الكتب لمجموعة من المؤلفين الذي أقامته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة ، أواخر يوليو الماضي بالتعاون مع شركة تكوين العالمية للطباعة والنشر والتوزيع ” عضو اتحاد الناشرين العرب ”، بالالتقاء بالأستاذ / خلف سرحان القرشي ، وهو صديق عزيز ، ومعلم ـ متقاعد ـ للغة الإنجليزية ، وكاتب ومترجم ومؤلف ، صدر له ( الطريق التعب ) مجموعة قصصية ، ( وقال نسوة ) مجموعة قصصية ، و ( من وحي سورة الكهف ) تأملات ورؤى .
وله قيد الطباعة ( بين السقاية والصواع ) ، ( تأملات ورؤى من وحي سورة يوسف ) ، ( أمي ترضع عقربا .... ذكريات طفل من زمن الطيبين ) سيرة ذاتية .
وازددت شرفا بإهدائي نسخه من روايته " شهريار " ، التي ذكرتني بقصة الملك شهريار صاحب الشخصية الرائعة في ( حكاية ألف ليلة وليلة ) ، وزوجته شهرزاد التي استطاعت أن تغيير تفكيره في النساء بعد خيانة زوجته ، وزوجة أخيه لهما مع العبيد ، وقرر الانتقام من جميع النساء فأخذ يتزوج كل يوم زوجة ويقتلها في صبيحة الدخلة ، مما اثار الخوف لدى جميع النساء من بطشه إلا شهرزاد ابنة وزيره كانت أكثر شجاعة وتقدمت للزواج منه ، واستخدمت ذكاؤها من خلال روايتها له للقصص في كل ليلة حتى الفجر ، واستطاعت أن تعيش معه دون أن يلمسها ، فقصصها كانت مشوقة له ، وكانت حريصة ألا تنهيها ، ليكون شهريار مشتاقا لسماع تكملتها في الليلة التالية .
وما يهمني هنا ليست شهرزاد زوجة شهريار ، بل رواية ( شهريار ) التي خطها الأستاذ / خلف بأسلوبه الأدبي الشيق ، متنقلا بين لياليه الثلاثة والعشرون ، ليقدم لنا مادة أدبية جعلت من ورقها المطبوع قصصا تروي تجربة جميلة ، وتحكي أحداثا عظيمة .
وفي قراءتها يقف الجسد خاملا ، والعقل يقظنا ، متنقلا بين أحداث حية تعيش في مخيلة القارئ ، مما يعني نجاح الرواية في جذب القارئ لها بأسلوبها الأدبي الشيق .
ونرى قدرة خلف القرشي في صياغة الأحداث بأسلوب جمع بين الأدب والتشويق ، فجذب الانتباه بمقدمته ، وحبكتها التي تناولت الأحداث .
أما في مكوناتها فإننا نجد أن القرشي استطاع أن يقدم في بداية الرواية المعلومات الضرورية عن الشخصيات والبيئة التي تجري فيها الأحداث ، ثم ينتقل بنا إلى أحداثها المرتبطة ببعضها ، ليس ليثير عاطف القارئ ، بل ليجذب انتباهه نحو الأحداث القادمة ، واستطاع أن ينجح في هذا الأسلوب .
تمنياتي للأستاذ / خلف القرشي بالمزيد من التوفيق والنجاح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com