بعد قراءتي لمقال الأستاذ طيب عبدالرحيم بخاري تحت عنوان " أرباح في مهب الريح؟! " ، توقفت متأملا وأقعا صعبا ، وآخر سعيدا عاشته وتعيشه شركات الطوافة ، وبين الصعب والسعيد ، تظهر الحقائق التي تكون مؤلمة لتروي واقعا اشد مرارة يعيشه بعض مساهمو ومساهمات شركات الطوافة .
وهنا أتوقف لأقول : حينما يبلغ اليأس ذروته ، وتتراكم الغيوم لحجب ضوء الشمس ، وتشعر بضيق شديد ، وإحساس باليأس الذي سيأكل بقايا الأمل المتواجد لديك ، فلا تبتئس لأن الغيث قادم ومحمل بالخير ، والشمس وإن غابت لكنها ستشرق ولا يمكن حجبها .
وإن تحدث الأستاذ طيب عن " الغموض " الذي تعيشه بعض شركات الطوافة ، والحقيقة أنه ليس غموضا ، لكنه إنكار للحقائق وهروب من المواجهة ، ففي الوقت الذي راينا فيه شركة مطوفي أفريقيا غير العربية ، تنهي أعمالها المالية للسنة الماضية ، وتعلن ميزانيتها وتقر صرف أرباح “ممتازة” للمساهمين ، نجد شركات أخرى لم تعلن عن قوائمها ، لكنها صرفت جزءا من الأرباح لمساهميها ، وأخرى لم تعلن ولم تصرف ، لكنها قالت إن " موعد اجتماع الجمعية العمومية السنوية لمناقشة ميزانية 2022 وصرف الأرباح سوف يكون بعد انتهاء الشركة من موسم الحج هذا العام 1444 هــ ، نظرا لضيق الوقت وبداية العمل الفعلي في أعمال الحج في المشاعر المقدسة " ، فاستبشر المساهمون بهذا الإعلان خيرا .
لكن البشرى سرعان ما تغيرت من فرح لحزن بعد انقضاء موسم الحج إذ أصدرت الشركة بيانا بتاريخ 2 / 8 / 2023 لم تحدد فيه موعد عقد الجمعية العمومية ، ولا القوائم المالية لكنها أشارت إلى أنه لن يكون هناك " أرباح قابلة للتوزيع " !!!
وقبل السؤال عن أسباب عدم إعلان القوائم وصرف الأرباح ، فإن السؤال الأول أوجهه لوزارة التجارة قائلا : أين هي الإدارة العامة للحوكمة والتزام الشركات ، المرتبطة بالوكالة المساعدة لشؤون الشركات والغرف التجارية ، والتي تهدف إلى التأكد من مدى التزام الشركات بنظام الشركات ولوائحه ؟
أليس من مهامها :
" إعداد الخطة السنوية للإدارة وتنفيذها بعد اعتمادها ، ومتابعة تطبيق الشركات لضوابط الحوكمة ، والقيام بالتفتيش على الشركات ومراقبة تنفيذها لأحكام الأنظمة التجارية ، ومتابعة عقد الجمعيات العمومية للشركات وتقديمها للقوائم المالية ، ومتابعة التزام الشركات ودراسة مخالفات أحكام نظام الشركات ، وغيرها "
إن شركة مطوفي أفريقيا غير العربية ، لم تكتف بصرف أرباح مالية لمساهميها ، بل صرفت أرباحا معنوية يوم فتحت الأبواب ، واستقبلت الآراء والأفكار ، وناقشت ما يدور بأذهان مساهميها ، وهذا ما رايته وراه الآخرون في رحلة المشاعر المقدسة التي نظمها مجلس الإدارة للمساهمين والمساهمات قبل موسم الحج للاطلاع على مخيمات الشركة بعرفات ومنى ، ولقاء رئيس مجلس الإدارة الدكتور أحمد سندي بالمساهمين والمساهمات في نهاية موسم الحج واطلاعهم على ما تم إنجازه خلال موسم الحج الماضي ، واستعداداتهم لموسم الحج القادم ، يومها أكد مجلس الإدارة أنه يعمل على المكشوف ، وليس لديه ما يخفيه أو يخشاه ، وليس هناك غموض كلي أو نسبي ، وهذا ما يريده المساهمون والمساهمات.
وإن تحدث الأستاذ / طيب بخاري عن " إبراء ذمة مجلس الإدارة للعام الماضي كما ينص النظام " ، فليسمح لي أن اساله عن أي نظام يتحدث ؟
هل يتحدث عن نظام الشركات الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( م / 132 ) وتاريخ 1 / 12 / 1443 هــ ، واللائحة التنفيذية له الصادرة بالقرار الوزاري رقم (٢٨٤) وتاريخ ٢٣ /٠٦/ ١٤٤٤هـ ، الذي يتم تطبيقه بكافة الشركات سواء المدرجة منها أو غير المدرجة ، إن حديثه عنهما فليسمح لي أن أقول بأن تطبيقهما وتنفيذ موادهما لا وجود له داخل بعض شركات الطوافة ، لننظر لما عاناه ويعانيه مساهمو شركة مطوفي حجاج تركيا وحجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا منذ عام 1443 هــ ، هل عملت وزارة التجارة على إلزام الشركة بتطبيق النظام ؟
وهل تدخلت لحماية حقوق المساهمين ؟
للآسف التزمت الصمت ، ولم تحرك ساكنا
ولأخي العزيز الأستاذ طيب بخاري أقول إن أسلوب الشفافية والمكاشفة ، يكسب المجلس ورئيسه ثقة واحترام المساهمين والمساهمات وتقديرهم ، لأنه يحمل نكهة الصراحة التي تكون مؤلمة للبعض كثيرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com