تَشَرَّفْتُ صباح اليوم بزيارة جمعية برد الوالدين إحسان "بركم" في مقرهم الكائن بضاحية الشرائع غرب مكة المكرمة، والتقيت بالمدير التنفيذي النشط محمد بن صالح العبيدي القحطاني الذي يعد واحد من أميز العاملين في القطاع غير الربحي في مكة المكرمة على الإطلاق، وفريق عمله، وَاطَّلَعَتْ خلال الزيارة على نماذج من الشباب النشط الذي يدير هذه الجمعية النوعية التي تقدم خدماتها لشريحة مهمة جدا من شرائح المجتمع على الإطلاق
ومن خلال الزيارة تذكرت علاقتي الحميمة بِوَالِدِي قبل رحيلهما – يرحمهما الله- إلى الدار الآخرة ، والأبوة والأمومة مسؤولية مقدسة وكبيرة تملك القدرة على تشكيل جيل المستقبل كآباء، ونحن لسنا مسؤولين فقط عن رعاية أطفالنا وتربيتهم، ولكن أيضا عن غرس القيم والمبادئ التي سترشدهم طوال حياتهم ، في عالم يمكن أن يشعر أحيانا بالفوضى وعدم اليقين، تصبح قوة البر أكثر أهمية، ومن خلال تعاليم البر والقيادة بالقدوة، وهذا الجانب ما تعمل عليه الجمعية، ويمكننا تمكين أطفالنا ليصبحوا أفرادا عطوفين ومسؤولين ومستقيمين أخلاقيا
ومن المؤكد أن الآباء يلعبون دورا حاسما في تشكيل حياة أطفاله منذ لحظة ولادة الطفل، عندما يصبح الوالدان أول المعلمين وقدوة لهم، إنهم يُقَدِّمُونَ التوجيه والدعم والحب، وهي أمور ضرورية لنمو الطفل ورفاهه .
وللوالدين القدرة على غرس القيم والأخلاق والمبادئ في أبنائهم، والتي تعمل عليها الجمعية عبر برامجها المنوعة
ومن خلال كلماتهم وأفعالهم وسلوكياتهم، يشكل الآباء الطريقة التي ينظر بها أطفالهم إلى العالم ويتفاعلون مع الآخرين، إنهم مسؤولون عن تعليم أطفالهم الصدق ، واللطف ، والتعاطف ، والاحترام. وَتُشَكِّلُ هذه الصفات أساس شخصية الطفل وستوجهه طوال حياته، علاوة على ذلك، تتاح للوالدين الفرصة لرعاية مواهب أطفالهم واهتماماتهم وعواطفهم، من خلال الاعتراف بالقدرات الفريدة لأطفالهم وتشجيعها، ويمكن للوالدين مساعدتهم على استكشاف إمكاناتهم وتحقيق أحلامهم. سواء كان ذلك من خلال توفير الفرص التعليمية، أو تسجيلهم في الأنشطة اللامنهجية، أو مجرد تقديم الدعم، يلعب الآباء دورا حاسما في تعزيز نمو أطفالهم وتطورهم
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الآباء كمصدر للدعم العاطفي والاستقرار لأطفالهم. إنهم يخلقون بيئة آمنة ومأمونة حيث يمكن للأطفال التعبير عن مشاعرهم والبحث عن الراحة وتعلم كيفية التعامل مع التحديات ، ومن خلال تقديم الحب والتفاهم غير المشروط، يبني الآباء علاقات قوية مع أطفالهم، مما ينعكس على برهم حاليا وبعد الكبر بالشكل الصحيح
وللوالدين تأثير عميق على حياة أطفالهم. وَيَتَجَاوَزُ دورهم مجرد توفير احتياجاتهم الأساسية ؛ لديهم القدرة على تشكيل قيم أطفالهم ومواهبهم ورفاتهم العاطفي. من خلال تحمل مسؤوليتهم ورعاية أطفالهم بالحب والتوجيه والدعم، يمكن للوالدين المساعدة في إنشاء جيل مستقبلي يتسم بالرحمة ، والمرونة ، والتمكين، ليستمروا في الإحسان إليهم عند الكبر
ونحن كآباء من الضروري أن نَكُونُ قدوة ونظهر الصلاح في أفعالنا وسلوكنا، ليتعلم الأطفال من خلال أفعالنا البر والإحسان، ومن المهم أن نجسد القيم التي نرغب في غرسها فيهم منذ وقت مبكر خلال التمسك بالصلاح باستمرار
فلاش:
إن تعليم البر للأبناء هي مسؤولية مهمة وأساسية على عاتق الوالدين من خلال رعاية بوصلتهم الأخلاقية، فإننا نمكنهم من اتخاذ خيارات إيجابية، وتعزيز احترامهم لذاته، والمساهمة في خلق مجتمع أكثر عدلا ورحمة، لا يمكن الاستهانة بأثر تربية الأبناء أخلاقيا على المجتمع، ومن خلال نقل قيم البر والتعاطف، يلعب الآباء دورا حاسما في تشكيل المستقبل، ويكبر الأطفال ليصبحوا بالغين مسؤولين وعطوفين يساهمون بشكل إيجابي في مجتمعاتهم، مما يؤدي إلى مجتمع متناغم مبني على مبادئ العدالة والرحمة، وفي ثنايا الحديث ظهر أن "بركم" يعمل على نشر ثقافة بر الوالدين ليسهموا في تحقيق هدفهم "المخفي" غير معلن وهو "الإسهام" في إلغاء دار إيواء المسنين بمكة، وهذا في نظري هدف استراتيجي مهم، واذا تشجبع المجتمع بقيم البر والوفاء للوالديم فلا حاجة لنا لدورة ايواء المسنين ، هذا علمي وسلامتكم.