لم تكن الكلمات يوما مقياسا لعطاء شخص ، فالعطاء الحقيقي يظهر في محبة الناس له ، ولعلمه وعمله وتواضعه ، وفي ليلة اشعت نجومها بضوء جميل توسط البدر بينها متواضعا صامتا ناظرا لمن أمامه من شباب ورجال وشيوخ ، وجد أنه يوم ليس كسائر الأيام فقد حمل أمرا لم يكن يوما يتوقعه ، إذ ظهر الوفاء والتقدير له من شرائح المجتمع ، فكسرت مقولة أستاذ محمد حسن زيدان ـ يرحمه الله ـ " المجتمع دفان " ، والحقيقة أن المجتمع لم ينس من قدم العطاء وخدمة الوطن ، وبرزت ليلة تكريم فضيلة الشيخ الدكتور مجدي محمد سرور باسلوم ، لتؤكد أنها ليلة وفاء من مجموعة " لمسة وفاء " و " أحدية الاخوة المتحابين " فوقف أعضاؤها ليكرموا من قرأ وكتب ليعلمنا ويرشدنا ، وينير دروبنا بقلمه الذي حمل في قطراته أشعة نور وهدى ، وعلم ينتفع به .
وإن كان من باب الاعتراف بالجميل ، تكريم من سبقونا وعلمونا ، وحملوا راية التعليم بكل أمانة ، وكانوا أوفياء في أعمالهم ، فمن وأجبنا أن نقف اليوم أمامهم شاكرين لما قدموا من عطاء ، ناقلين علمهم ومعرفتهم لأبنائنا وأحفادنا ، فمن كتبهم نتعلم ، ومن ثقافتهم نرتقي .
وعلينا أن نقف شاكرين لرئيس وأعضاء مجموعة " لمسة وفاء " و " احدية الاخوة المتحابين " ، وعلى راسهم المستشار الدكتور عبدالله بن صالح ، وللشيخ يوسف الأحمدي الذي فتح قاعته لتكريم علم من أعلام مكة المكرمة ، ولكل من ساهم في إقامة الحفل وتنظيمه وإخراجه بصورته التي ظهر عليها .
وهنا وقفت متذكرا ما قاله الشاعر :
أبحرت في بحر الكلامِ لأقتفـــي
أحلى كليماتٍ وأحلى الأحــرفِ
لكنما الأمواج أردت قاربــــــــي
فتحطمت خجلا جميع مجادفـــي
لو أنني أنشدت الف قصــــــــيدة
لوجدتها في حقكم لا لن تفــي
سيروا الى العلياء واقتادوا المنى
ومضوا الى الإبداعِ دون توقفِ
واُهنىء نفسي لأني قد حظـــــيت
بجمع أخوانٍ كظــــــــــلٍ وارفِ
شكرا لكم يرعاكم رب السمــــاء
كونوا كجسمٍ واحدٍ متكـــــــاتفِ
وللشيخ الدكتور مجدي باسلوم أقول : إن عبارات الشكر والامتنان من قلوب من حضروا فاضت بالمحبة والمودة والاحترام والتقدير لكم ، فقد علمتم وعملتم ، ونصحتم وأرشدتم ، واليوم تحصدوا ما قدمتم بالأمس ، وابتسامات من حضروا ترجمت محبتهم لكم ، وعلامات الرضا لكل من شارك ، فلك الشكر والتقدير على ما قدمت ، والدعاء بالصحة وطول العمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com