نجتمع في منتصف شهر سبتمبر المليء بالأحداث المثيرة والكبيرة والسعيدة والمحزنة، الممزوجة بتبعات طقس الصيف الحار، في ضيافة دولة الكويت العظيمة والطيب أهلها، وهذه المرة تجمعنا مختلف كليا، كونه خرج عن إطار الأشقاء من المحيط إلى الخليج ليضم نحو 38 بلدا حول العالم، ينتدبون فتياتهم وفتيانهم وكبار وصغارهم الموحدين برباط العنق "المنديل" والسارية، والسمر، وحياة الخلاء، ذاهبين إلى اتجاه التقنية لمعرفة المزيد عن أسرارها وبحث كيفية تطويعها لنشاطهم الحيوي الهام، بعنوان الملتقى الشبابي الكشفي العربي للتحول الرقمي (إبداع وابتكار)
الكويت - أيها السادة - بلد على بقعة صغيرة على ضفاف الخليج العربي لها ثقلها ووزنه على مستوى العالم وتتمتع بمكانة كبيرة على مستوى القارة والإقليم، وأهلها قلبوهم أكبر من المحيط الهادي، وصدروهم مثل الكون يحتوي كل الناس من أقصى الأرض وأدناها، ولهم في الضيافة جذور عميقة جدا
إن روح الضيافة الكويتية أسطورية ومتأصلة بعمق في ثقافة البلاد ، ويفخر الكويتيون كثيرا بتقاليدهم المتمثلة في الترحيب بالضيوف بأذرع مفتوحة ومعاملتهم كأفراد شرفاء في أسرهم، ويمكن إرجاع روح الدفء والكرم هذه إلى الجذور البدوية للمجتمع الكويتي، حيث كانت الضيافة أسلوب حياة في البيئة الصحراوية القاسية. واليوم، يستمر هذا التقليد في الازدهار وهو سمة مميزة للثقافة الكويتية.
عندما تزور الكويت، من المؤكد أن تجد الترحيب بك بلطف وكرم ضيافة حقيقيين، سواء كنت صديقا أو قريبا أو غريبا تماما، فإن الكويتيين سيبذلون قصارى جهدهم ليجعلوك تشعر بالراحة وكأنك في بيتك، وتعد الضيافة في بلاد "جابر" رمزا للاحترام والصداقة
في عالم قد يشعر الإنسان أحيانا بالبرد والبعد، فإن روح الضيافة في الكويت بمثابة تذكير بقوة التواصل الإنساني وأهمية معاملة الآخرين بلطف واحترام ، إنها شهادة على أهل البلاد الطيبين والتزامهم بخلق مجتمع ترحيبي وشامل للجميع
من أبرز صفات شعب الكويت المرونة التي لا تتزعزع في مواجهة التحديات ، وعلي مدار تاريخ البلاد، أظهر الكويتيون قدرا ملحوظا من المرونة والقدرة على التكيف والرغبة في تبني التغيير، وسواء كان الأمر يتعلق بالتنقل عبر التقلبات الاقتصادية، أو الاضطرابات السياسية، أو المشهد العالمي المتغير باستمرار، فقد أظهر الكويتيون قدرة مذهلة على التكيف وإيجاد حلول مبتكرة
هذه غيض من فيض وشهادتي قد تكون مجروحة لأن الكويت بلدي الثاني، ومهما تحدثت عنها لم اعطيها حقها، ولا أستطيع وصف كرم وضيافة أهلها
فلاش:
الكويت بلد غني بالتاريخ والثقافة، والأهم من ذلك، شعبه الطيب محترف ضيافة وكرم وشهامة، ومن خلال نشاطنا الكشفي، تضم في جمعيتها الكشفية في كل مراحلها رجال لا يشق لهم غبار في الكرم والجود وطيب التعامل على رأسهم رئيس الجمعية الطيب ابن الكويت الشهم الدكتور عبد الله بن محمد الطريجي وزملائه قادة ورواد الكشافة الكويتية، لذلك أشعر حين أهم بالسفر إلى تلك الأرض الطيبة بالاطمئنان والسعادة الممزوجين بالرغبة الجارفة والشوق الكبير، لأنهم ببساطة يشعرونك بذلك قبل وأثناء وبعد حضورك "للكويت"، هذا علمي وسلامتكم