تؤثر المصلحة الشخصية للفرد بشكل سلبي على القرار الواجب اتخاذه تجاه أي عمل تقوم به المنشأة ، فالمصلحة الخاصة للإنسان تكمن في سعيه لتجاوز الأنظمة واللوائح لتحقيق هدفه ونيل مراده .
و" يعد فهم المصلحة الخاصة أمرا بديهيا وبسيطا فنحن نلبي مصالحنا الخاصة من خلال ممارسة حياتنا اليومية و تعاملاتنا مع الآخرين ، ولكن ما ليس بديهيا هو المصلحة العامة " ، ومن هنا يمكن القول بان المصلحة الخاصة هي تلك المرتبطة بما يتعلق بأفراد مخصوصين أو بمصالح فئة معينة دون غيرها، أما المصلحة العامة فهي بما يتعلق بمصالح المجتمع ككل .
وإن كانت المصلحة بمعناها تعني جلب منفعة أو دفع مضرة ، فإن العمل على بناء المصلحة العامة يحتاج إلى إخلاص وتفاني من قبل الأفراد القائمين على العمل ، والبعد عن مصالحهم الخاصة .
غير أن ما نراه من ارتباط المصلحة الخاصة داخل أروقة بعض شركات الطوافة يطرح أكثر من سؤال حول بعض الرؤساء والأعضاء الذين جاوا بالانتخاب أو التعيين ، فأنصب هدفهم في الحصول على مكافأة شهرية دون حضور أو عمل ، وأخرى موسمية تعوضهم ما فاتهم من مبالغ فقدوها بعد دخولهم لمجلس الإدارة ، أما من فقدوا مصالحهم الخاصة التي كانوا يجنونها زمن المؤسسات فقد أخذوا في نصب الشباك للرئيس الناجح والعضو العامل ، متحدثين عن نجاحاتهم التي لا وجود لها ، غير مقتنعين بما جنو من مبالغ مالية طوال السنوات الماضية ، فحبهم للمال وحرصهم على زيادته جعلتهم يكيلون لهذا سيلا من التهم ، ويتحدثون عن إخفاقات لذاك لا وجود لها .
وإن كانت الأقنعة تنكشف بمجرد انتهاء المصلحة ، فإن أصحاب المصالح الخاصة يستطيعون خداع الأفراد بكلماتهم ، ويرسمون لهم الطرقات المليئة بالتفاؤل ، وهم في حقيقتهم مؤقتين ، هدفهم مصالحهم الخاصة ، وبمجرد انتهاؤها يغيبون عن المشهد .
والمؤسف أننا أصبحنا في زمن لا يبحث فيه الناس إلا عن مصالحهم فقط ، سواء كانت من مكافآت مالية أو أعمال ينالوا نسبتهم فيها .
ولا تكمن المشكلة في الخداع الذي ينتهجه أصحاب المصالح الخاصة ، بل في الظلم الذي يأتي من الأشخاص الذين وثقنا بهم واعطيناهم قدر أعلى ومكانة أكبر من حجمهم ، فخدعونا بكلماتهم وسعوا لمصالحهم الخاصة .
وصاحب المصلحة الخاصة هو المنافق لأنه يكذب بصدق ويحرص على تقديم مبررات قوية لمكره ، نتيجة للثقة العمياء التي منحناها إياه .
قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه :
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ
وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ
كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com