نعيش مع أصناف من شتّى البشر، حياتنا معهم وتنوّعها وتنوّع ذكرياتها وجمالها يختلف باختلاف درجات قربهم منا، أو بعدهم عنا..
تلك الذكريات الزاخرة: تختلف أيضا في درجات وسهولة و(جوْدة) استدعائها وتذكّرها حينما نحتاجها، أو نحتاجهم بقربنا، ولو عبر شريط الذكريات !
فبعضهم وبعض ذكرياتهم مثل: "ألبومات" صور "التحميض" القديمة، لها روعتها ورونقها وجمالها، وقد يخْفتُ هذا الرونق ويبهت هذا الجمال مع مرور الزمن، وقد تتعرض للتلف، كما أننا لانستطيع الحصول عليها في كل مكان وكل وقت، ونبتعد عنها في حال السفر، وهذا مايميزها عن غيرها، إذ يتحرك عامل الشوق هنا، ونحنّ إليها بين الحين والآخر.
والبعض مثل: "ألبومات فيسبوك"، تتميز باختزالها لآلاف الصور في وقت واحد ، واستدعاءها سهل جدا من أي مكان في العالم وفي أي وقت، حينما تحصل على شبكة انترنت" ويكون لديك حساب "فيسبوك" بالطبع !، والشرح والتعليق عليها متاح بآلاف الكلمات لو أردنا.
والبعض مثل: صور "انستغرام"، يعيبها أننا نحمّل كل صورة لوحدها، ولا يقبل تحميل أكثر من صورة في وقت واحد، كما أن التعليق عليها ليس بنفس سهولة التعليق على صور "فيسبوك"، وكذلك قلة المشاهدين !
والبعض مثل: صور "X"، تويتر سابقا، ونفس العيب الذي قيل عن صور "انستغرام"، غير أنه متاح في حدود أربع فقط !، والتعليق عليها محدود في ١٤٠ كلمة !، والأدهى والأمرّ أن "X" (حراج من لاحراج) له، عند البعض، حيث يجمع العقلاء والحكماء وأصحاب الذوق الرفيع بأسمائهم الصريحة، وأحيانا بصورهم الحقيقية، وعلى طرفي نقيض يجمع المجانين والجهلة والحمقى بأسماء مستعارة وصور رمزية لاتمتّ لحقيقتهم بصِلة ولا "كراثة" حتى !
والبعض مثل: صور "يوتيوب" من الممكن جدا تجميعها على هيئة عرض مشوّق مبهر، وإضفاء بعض اللمسات الجمالية والمؤثرات الصوتية، كما أن مشاهدتها لايشترط حصول المشاهد على حساب "يوتيوب" ، وهذه ميزة عظيمة تميز بها هذا التطبيق عن غيره من التطبيقات الحديثة !
والبعض مثل: صور "سناب شات" والحالة في "واتسأب" لاتستمر إلا ٢٤ ساعة فقط ، بعدها: (بلّط البحر) !، فقد اختفت تلك الصور من الحياة والظهور نهائيا !
والبعض مثل: حقبة المنتديات التي كان لها وهجها وحضورها ونشاطها، لكنها اختفت من الوجود نهائيا، واختفى معها كل شيء !
لكن البعض مثل: صور محفوظة في "قرص صلب" (أصلي)، يتلافى كل العيوب المذكورة في التصنيفات أعلاه، أو تلك المحفوظة على حساب "درايف" ، ويمكن الحصول عليها في كل زمان ومكان، حتى يتوفاك الله وهو أرحم الراحمين.
على أية حال: لينظر كل واحد منا أين حفظ وسيحفظ تلك الصور والذكريات، فهو أدرى متى وأين وكيف ولماذا يجب عليه استدعاءها.
بقلم - حامد العباسي
تصنيفات بشرية إلكترونية !
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/231981/