تعرف الشفافية بأنها " البيان والوضوح، وخلق بيئة تكون فيها المعلومات متاحة ومفهومة، وعكسها التعتيم والسرية "، وإن كان مصطلح الشفافية مصطلح جميل ورنان يسعى الكثيرون للتغني به دون تنفيذه ، فإن هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وحرصوا على أن تكون الشفافية مسارا ينتهجونه ، لخلق بيئة تكون فيها المعلومات متاحة ومفهومة للجميع ، فالشفافية في نظرهم قيمة عالية وليست شعارًا يردد ، وهي تحمل الصدق والأمانة في التعاملات ، و" لو أدرك المُتغني بالشفافية وما تهدف إليه، لما حاد عنها قيد أنملة " ، فــ" الشفافية تهدف إلى أهداف سامية، وتؤدي لتحقيق قيم قيمة، فمنها: - التخلق بأخلاق وآداب الإسلام، ومنها الصدق والأمانة في القول والعمل. - نشر القيم الفاضلة في بيئة العمل والمجتمع " .
وفي الاجتماع المرئي الذي نظمته شركة مطوفي حجاج جنوب آسيا مساء الخميس الماضي بين رئيس مجلس الإدارة الأستاذ / فواز دانش ومساهمي الشركة ومساهماتها ، وسعدت بحضوره تلبية لدعوة تلقيتها استمعت لحوار امتد زهاء خمس ساعات ، برزت فيه الشفافية التي تربط العلاقة بين مجلس الإدارة والمساهمين والمساهمات ، ليس بكلمات تقال وشعارات تردد ، بل بأرقام مدونة ومنجزات واضحة ، وصراحة حاضرة ، ووضوح مشرق ، وعلى مدى الساعات الخمس لم أسمع هروب رئيس مجلس الإدارة من الإجابة ، فقد كانت صراحته حاضرة خاصة حينما جاء ذكر أعداد الحجاج فأجاب بلغة الاقتصادي الجيد ، وبين أن القضية ليست في الأعداد لكنها في العائد الذي تجنيه الشركة ، وهي إجابة تطابق المقولة المشهورة " الكيف وليس الكم " .
والمساهمون والمساهمات وإن كان هدفهم تحقيق أكبر عائد مالي ، وفتح قنوات اتصال وتواصل معهم ، فإن ما حققته شركة مطوفي حجاج جنوب آسيا من عوائد ، وما فتحته من أبواب من خلال إدارة علاقات المساهمين منح المساهمين والمساهمات الفرصة الجيدة لاستقاء المعلومات من مصادرها ، وعدم الاستماع لما يردد ويقال من معلومات خاطئة صنعها أصحاب المصالح بهدف الإساءة للشركة وليس لرئيس وأعضاء مجلس إدارتها .
وبعيدا عن لغة الأرقام وعوائد الأسهم ، التي يتحدث عنها الاقتصاديون ، فإن صراحة الأستاذ فواز دانش في مواجهته للمساهمين والمساهمات لم أجدها لدى بعض رؤساء الشركات الآخرين ، إذ وضعوا حاجزا يفصلهم عن المساهمين والمساهمات ، ونسوا أنهم مساهمون بالشركة ، كما نسوا أن رئيس مجلس الإدارة " هو الشخص المسؤول عن ضمان وجود قنوات للتواصل الفعلي مع المساهمين وإيصال آرائهم إلى مجلس الإدارة. وهو المسؤول عن الإدارة المثلى لأعمال المجلس " ، وهو " شخص جاء بالترشح أو التعيين ليدير الاجتماعات وينظم عمل الشركة " .
وبين رئيس يفتح القلب لتقبل النقد ، وآخر يغلق الأبواب ، أجد أن الأستاذ / فواز دانش في حواره المفتوح أعاد للذاكرة ذاك اللقاء المباشر الذي نظمه رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج افريقيا غير العربية الدكتور أحمد سندي مع المساهمين والمساهمات عقب موسم الحج الماضي 1444 هـــ وتحدث فيه بصراحة ووضوح وبلغة الأرقام عن أعمال الشركة وما حققته من نتائج ، وتطلعات مجلس الإدارة المستقبلية للأعوام القادمة ، كما ذكرني بلقاء آخر نظمته شركة مطوفي حجاج الدول العربية نهاية موسم الحج ، جمع بين رئيس مجلس الإدارة الأستاذ / محمد معاجيني ، والمساهمين والمساهمات ، ومثل هذه اللقاءات تحمل الكثير من الصراحة والوضوح ، وليست شوبا إعلاميا كما يتحدث الفاشلون الذين ينصب هدفهم في جني المكافآت الموسمية والشهرية بعشرات الألاف لأعمال لا وجود لها .
وأملي أن تسعى بقية الشركات لتنظيم مثل هذه اللقاءات ، ففيها من الصراحة والوضوح الكثير ، ومنها يدرك رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات أنهم مساهمون كغيرهم ، وأن منصبهم لا يدوم حتى وإن فشلوا في الانتخابات وأتوا بالتعيين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com