تَتَمَتَّعُ الرياضة بقدرة مذهلة على توحيد الناس من مختلف مناحي الحياة خصوصا كرة القدم، مما يخلق شعورا بالصداقة والحميمة والعاطفة على عكس أي شيء آخر، ومع ذلك، ليس كل عشاق الرياضة ثَابِتِينَ في دعمهم لفرقهم المفضلة، في الواقع، هناك ظاهرة متنامية تتمثل في تعبير المشجعين عن إحباطهم وترددهم في مواصلة دعم فريقهم، مثل الذي نعيشه مع حالة عشاق الكيان الأحمر بقيادة عميد المدرجات السعودية النشط عاطي الموركي
فخلال حضوري لمباراة الفريق الكروي الأول لنادي الوحدة أمام زميلة الفريق الكروي الأول في نادي الفيحاء ضمن الجولة التاسعة من منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين مساء يوم أمس السبت على ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بضاحية الشرائع "ملعب نادي الوحدة الرسمي" كان الوضع " مُحْبَطًا " للغاية، حيث شاهدت نحو 33063 مقعدا شاغرا رغم أن المباراة في مكة المكرمة ولم يحضر سوى 937 مشجعا فقط، وهذه الحالة مُؤَشِّرٌ وَاضِحٌ على عدم رضى هذا الجمهور العاشق على فريقها داخل المستطيل الأخضر
ومن المعروف أنه من الخسائر الفادحة إلى الخلافات خارج الملعب، هناك العديد من العوامل التي تساهم في هذا التحول في معنويات المشجعين، ويعرف عشاق الرياضة باستثمارهم العاطفي المكثف في فرقهم المفضلة، من أعلى مستويات النصر إلى أدنى مستويات الهزيمة، يركب المشجعون أفعوانين عاطفية طوال الموسم، يعد هذا الاستثمار العاطفي عاملا مهما في فهم سبب تردد بعض المشجعين في دعم فريقهم، عندما يستثمر المشجعون الكثير من الوقت والطاقة والعاطفة في متابعة فريق ما، فقد يكون الأمر مدمرا عندما يكون أداء هذا الفريق سيئا باستمرار أو يفشل في تلبية التوقعات، يمكن أن تؤدي خيبة الأمل والإحباط إلى الشعور بخيبة الأمل، كما يشعر به الجمهور الوحداوي المحب العاشق المغلوب على أمره
عندما يشعر المشجعون بالإحباط بسبب سوء الإدارة أو سوء الحالة الفنية للفريق، قد يكون من الصعب الحفاظ على دعم ثابت، يعد هذا الصراع العاطفي بين القاعدة الجماهيرية والإحباط ظاهرة معقدة تختلف من مشجع إلى آخر ومن فريق إلى آخر، ويعد فهم الاستثمار العاطفي لعشاق الرياضة أمرا بالغ الأهمية في فهم إِحْجَامُهُمْ عن دعم فريقهم خلال الأوقات الصعبة.
أداء الفريق يمكن أن يكون له تأثير كبير على معنويات ودعم مشجعيه ، عندما يؤدي الفريق أداء جيدا ويفوز بالمباريات ويحقق النجاح، غالبا ما يكون المشجعون مَلِيئَيْنِ بِالْحَمَاسِ وَالْفَخْرِ ، وإنهم يهتفون بصوت أعلى، ويرتدون ألوان الفريق بكل فخر، ويظهرون دعما لا يتزعزع ،ومع ذلك عندما يعاني الفريق ويتعرض لسلسلة من الخسائر، يمكن أن تتغير مشاعر المشجعين بسرعة من الإثارة إلى الإحباط، لذلك على الإدارة أن تعمل على مراعاة هذا الجانب، ويظهر تأثير أداء الفريق على معنويات الجماهير أثناء المباريات، ومع تراكم الخسائر، قد يبدأ الملعب الذي كان مكتظا في السابق في الحصول على مقاعد فارغة ، كما شاهدنا في مباريات الوحدة في ضاحية الشرائع، وقد تصبح الهتافات والتشجيع فاترا، وقد يشعر الجو العام بالفراغ، ويصبح من الصعب على المشجعين أن يظلوا متحمسين ومخلصين عندما يكون فريقهم دائما أقل من التوقعات.
علاوة على ذلك، يمكن أن يمتد الإحباط إلى ما هو أبعد من اللعبة نفسها، قد يشعر المشجعون بالإحباط من قبل إدارة الفريق أو الجهاز الفني أو اللاعبين النجوم في الفريق، ويمكن أن يؤدي هذا الإحباط إلى انخفاض الدعم والمؤازرة في مدرجات الملعب، ويختار الغالبية الابتعاد عن تشجيع ودعم الفريق في الملاعب تماما.
لذلك يجب أن نعلم أن أداء الفريق له تأثير مباشر على معنويات جماهيره، عندما يكون أداء الفريق ضعيفا باستمرار، يمكن أن يشعر المشجعون بالإحباط، مما يؤدي إلى انخفاض الدعم والحماس. ومع ذلك، يظل المشجعون الحقيقيون ملتزمين، مدركين أن دعم الفريق يعني التواجد هناك خلال كل من الارتفاعات والانخفاضات.
فلاش:
وعلى الأعزاء في إدارة نادي الوحدة العريق عدم الاستهانة بهذا السلاح القوى الذي ممكن أن يختصر عليهم العناء كثيرا، ومن حسن الحظ أن ضمن رعاة نادي الوحدة شركة تمتلك أسطولا ضخما من الحافلات، لماذا لا تستغل!!؟ ، على النادي الاستغناء حتى عن ما تقدم تلك الشركة من دعم مادي واستبداله بدعم آخر تولى نقل الجماهير من وإلى الملعب في جميع المباريات، يجب أن تؤمن الإدارة حضور 34000 مشجع "سعة الملعب" في جميع مباريات مكة لِيَكُونُوا سِلَاحًا فَتَّاكًا في الدعم والمؤازرة، وعلى الإدارة إنفاق بعض المال لجني النتائج فحين تصرف على حضور الجماهير مبلغا من المال لا يتجاوز 300الف ريال تجني نتائج كبيرة جدا أولها الحصول على دعم "مليون" المشجعين، وضمان مؤازرة العشاق لفريقهم والإسهام في تحفيز اللاعبين وبث الحماس لديهم، لان ما يفعله المشجع في مدرجات الملاعب يفوق ما يقوم به الجهازان الإداري والفني مجتمعين، ولنا في جماهير الأهلي البالغ نصابهم 30 % من سعة مدرجات الجوهرة المشعة في ديربي جدة التاريخي مساء الجمعة الماضي مقابل 70 % لغريمهم التقليدي الذي يملك جماهير ضاربة اسوة حسنه ، ولول إمكانية وأثر المشجعين لمّا توسع المشيدون للملاعب في سعة المدرجات دائما، هَذَا عِلْمِيٌّ وَسَلَامَتُكُمْ