عفوًا .. وفق النظام
يذود ذاك المدير عن عرينه
وينبري أمام مُنافسيه
وكأن مقعد الإدارة مُلكه فقط
لا شك بأن طبيعة البشر تنحى بهم لحب الظهور والتملك والوصول .
نعود لذاك المدير
ففي مختصر حديثه يردد دائما (وفق النظام)
اهتم مُجاوروا سعادته بتلك العبارة
ولو أتيحت لهم الفرص لكانت مرسومة على مدخل إدارته مطلية بالذهب
(وفق النظام) عبارة ذات أبعاد فائقة
ذات طابع خاص
عبارة تختصر لك الكثير
(وفق النظام) محور انطلاق لأفق العدالة
(وفق النظام) إجراء يسير في الاتجاه الصحيح
(وفق النظام) بوصلة يتجه مؤشرها نحو التميز
وبينما موظفي تلك الإدارة يرددون مقولة مديرهم الفذ بأن كل إجراء يكون وفق النظام
وعلى هذا المنطلق النظامي استمرت وتيرة الأداء ونمطيته .
وذات يوم لم يكن بالحسبان..
اختلفت موازين إحدى القضايا وأخذت اتجاها آخرا …
هنا لم يعد للنظام مكان
فقد وجه سعادته بطريقة شفهية لنائبه بأن عليه إنهاء تلك المعاملة لِما يترتب عليها من أثر إيجابي لأحد أقارب المدير..
لا أحد يعلم بذلك سوى سعادته ونائبه ومن استحوذ على تلك الخدمة
مرت الأيام وازداد الصراع ليعلو شأن وفق النظام
لم يكن بالحسبان بقاء اللطف والأمان
ففي ذات صباح اختلف المدير ونائبه على خدمة تخالف النظام لشخص من ذوي نائب المدير..
وارتجل المدير خطابه الساخن كعادته
نحن نعمل وفق النظام وعليك الالتزام .
سارع نائبه لإبراز عضلاته وفتل شواربه
ليثبت حقيقة مديره للآخرين
هنا ازداد بينهما النقاش واحتدم الموقف
وتصاعدت الاتهامات وأصبح التدخل القانوني فيما بينهما هو الفيصل.
وبينما إجراءات التحقق القانونية تقوم بمهامها تبين نزاهة ذلك المدير وإدانة نائبه الذي وقع ضحية توجيها شفهيا من مديره حين وجه بتمرير إجراء لأحد أقاربه.
هنا… وقع نائب المدير في الفخ لأنه لا يعرف معنى (وفق النظام)
خاتمة:
نرحب بالثقة ونحترم التوجيه ونقدر المدير
ونؤمن تماما بدور المدير وصلاحياته الجسام
ولكننا نفتقد للعمل وفق النظام
إن النظام كفيل بإعطاء الحقوق لأصحابها
كفيل باتزان الأداء وإبراء الذمم
وقفة:
أخي الموظف أختي الموظفة
لا تتحرج من التعامل الإجرائي مع مديرك مباشرة في أي ظرفٍ كان، وأعلم أن المراسلات والمخاطبات منطلق هام لإثبات دورك الوظيفي، وأن التوجيهات الشفهية من مديرك المباشر قد تكون قاصمة للظهر..
همسة (وفق النظام)..
إذا كان المدير لا يعرف سوى (وفق النظام)..
فاعلم أيها المدير أن الجميع
يعرفون النظام ….