صنو الندى و اللطف يرحل
#وفاة_الشيخ_عبداللطيف_الجبر
الوجع الذي شعرنا به وقت فراقه لا يمكن وصفه، سأترك للعيون الكلام عند الفراق يقرأ من يحبك سوادها، وبات وداعك لوحة من المشاعر، من الصعب رسمها، ولن تكون هذه وتلك الكلمات آخر ما سيسجله الزمن في رصيدك،
الشيء الوحيد الذي يصبرنا إيماننا بالله وتمسكنا بسنة رسول الله، وليس لنا إلا الصبر بمايرضي الله.
ذهب لدار خير من داره وأهل خير من أهله، أسأل الله أن يغفر لنا وله.
الشيخ #عبداللطيف_الجبر بقية النادرين من الرعيل الأول ، منّ الله عليه بتواضع جم وخلق جميل، يأسرك بتعامله، صاحب حكمة ورأي سديد، له تاريخ من العطاء، ومسيرة عطرة في القطاع التجاري والإنساني، صديق المرضى ووالد الأيتام،ومحب للعمل الخيري
سعدت بزيارته مرارا ، وفي كل مرة أستفيد منه دروسا في الحياة، يأسرك بحديثه في رحلة مسيرته الشخصية والعملية والوطنية،
وذات يوم في منزله وكعادته رأيت منه مايثلج الصدر ويبعث على الفخر والاعتزاز، فأحسن الاستقبال، وأكرم الوفادة، واستمعت منه إلى أجمل الكلام وأعذب الحديث، ومما رأيته منه تحفيزه وتقديره وسلامه وترحيبه بحرارة لسيدي الوالد حينما رآه وقال له: تستحق التقدير يا أستاذ لأنك معلم الأجيال، حينما زار أستاذه الشيخ عبدالله بن حسين العبدالقادر رحمه الله قبل يده ورأسه ولحقته بنتاه تسألان عن هذا الرجل الذي قدر والدهما: من أنت؟ فقال أنا عبداللطيف الجبر، فرفعتا يديهما تدعوان له وتترحمان على نورة بن حسن الجبر.
الشيخ عبداللطيف وأسرته الكريمة لهم خدمات جليلة في خدمة الوطن شملت كافة المجالات الدينية والتعليمية و الرياضية والاجتماعية ومراكز الأيتام . أغدق على بلده الأحساء بمشروعات تنموية نوعية، تم تكليفه وتشريفه بخمسة قرارات سامية؛ فهو أول سعودي حاصل على جائزة السلام والازدهار، وحاصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ، وحاصل على جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم الإيسيسكو للتطوع في تطوير المنشآت التربوية في دول العالم الإسلامي؛ لتميزه في عمله الحكومي والاقتصادي والإنساني، كانت عضويته في مجلس الشورى محل اعتزاز، وفي اللجنة السعودية الصينية للتجارة محل إعجاب، وحين كان رئيسا للبنك العربي كان محل تقدير وكان رئيسا لمجلس مؤسسة الجبر الخيرية، المعروفة بجهودها الكبيرة مجلسه مفتوح يعشق القراءة والاطلاع متنوع الثقافة محب لدينه وقيادته ووطنه.
عاشت أعماله، وعاش معها، ونطقت فعال مكارمه فالكريم لا يموت، وقد أعطى كثيرًا فعاش يرفل في ثياب عطائه.
رحل إلى رب السماء، وبقيت ذكرياته الجميلة تتلف القلب وجعا
اللهم ارحمه تحت التراب، واجمعنا به في جناتك.
عزائي لأبنائه الأعزاء ولأسرته الكريمة ولآل جبر وفقهم الله
ركنٌ تَهدَّم في ربا (هجر)
والحزن عند رحيله يسري
عبداللطيف بلطفه صنو الندى
ومصابنا جللٌ بني الجبر
أعماله نطقت بطيب عطائه
وبحاره عند الحسا تجري
قدمت للوطن الحبيب تحية
فدعاؤنا يا عالي القدر
بجنان خلد والنعيم يحوطها
جنات ربك أعظم الأجر
بقلم د. أحمد البوعلي