تَصَاعُدٌ حالة الغليان الشعبي والمؤسسي داخل الكيان المحتل جراء الضربات والخسائر الكبيرة على المستوى العسكري (جنود - آليات)، لَيْسَتْ إِلَّا نَذِيرٌ أَخِيرٌ لرئيس الحكومة (نتن ياهو) بالتوقف الفوري عن أحلامه غير المنطقية في مقابل إنجازات المقاومة الخيالية، ومما زاد الأمر فظاعة والواقع المحتل مرارة، الأسلوب الاستفزازي والاستعلائي الذي تدير به عناصر المقاومة المعركة من خلال نشر أدق خطوات وتفاصيل إعدادا وتنفيذ كمائن الإجهاز والقضاء على جنود وآليات الاحتلال بطرق فنية ونوعية تحاكي ألعاب (بلاي ستيشن)، وبذلك أصبح الكيان المحتل (شعبي - مؤسسي) لا يكاد يرى في مستقبله ما هو قابل للتطبيق والتصديق سوى خيارين: الأول سقوط الحكومة والمضي في صفقة (انسحاب وتبادل أسرى -جلوس على طاولة مفاوضات متساوية الرؤوس غير معهودة)، الثاني سقوط إسرائيل عسكريا (اجتياح واستعادة المقاومة للأراضي المحتلة- اتساع دائرة الحرب لمدى غير متوقع).
اَلْوَاقِع اَلْمُزِلْ وَالْمُرْتَبِكَ وَالْمُنْهَارِ لِجُنُودِ جَيْشِ اَلِاحْتِلَالِ دَاخِل (غزة) أقل ما يوصف بأنه مدمر ومزلزل للصورة الأسطورية لقدرات الجيوش النظامية داخل المدن، فقد يكون الفارق أكبر في جانب العدة والعتاد، لكنه أعظم في جانب الإيمان والاستعداد.
الآثار الكارثية (محلية - قارية) جراء قرارات الحرب والاحتلال أصبحت غير مقبولة ولا مبررة لدى الشارع العالمي (الشعبي - المؤسسي)، فالكثير من تلك القرارات أسبابها شخصية وأهدافها خيالية ونتائجها إجرامية في حق المجتمع والاقتصاد، فمؤداها تحركات شعبية تشكل ضغطا اجتماعيا مرعبا على الحكومات، وقرارات تجارية تشكل ضغطا اقتصاديا مرهقا على التعاملات.
مَا يَحْصُلُ فِي غَزَّةَ تَأْكِيد عَلَى أَنَّ قَرَارَاتِ اَلْحَرْبِ وَالِاحْتِلَالِ متعددة الأطراف خلال لحظة أو حدث أو صدفة قد تؤثر على جميع المصالح المحلية والدولية بشكل غير متوقع.
ــــــــــــــــــــــــــــ
*مستشار قانوني