لم تكن مساحة الدور السكنية الصغيرة ، ولا الأزقة الضيقة ، عائقا أمام بناء مجتمع داخل حي شعبي ، ومثلت المحلات التجارية الصغيرة المساحة حركة تجارية جيدة داخل حي المسفلة ، فأعداد المصلين الخارجين من المسجد الحرام والمتجهين إلى منازلهم ساهم كثيرا في تنشيط الحركة التجارية ، حتى أن البعض كان يقول يا أهل المسفلة تذكرونا بحجاج ، أي ارسلوا لنا بعض الحجاج لينشطوا الحركة التجارية لدينا
وكان معظم سكان الحي يعملون من أجل الحج ، فكان هناك من يقضي يومه في عمل حافظات ماء زمزم من الزنك ، وآخر يعمل في صناعة العقل القصب ، وثالث يعمل في صناعة الكوافي وكلها بضائع تباع في موسم الحج .
وفي شهر رمضان المبارك كانت هناك مباسط خاصة لبيع التمر والسمبوسك ، وكان مسجد حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه يشهد كل عام مسابقة حفظ القرآن الكريم التي كان ينظمها العمدة محمود بيطار ـ يرحمه الله ـ للناشئة من الأطفال ، وكانت هناك جوائز تشجيعية يقدمها من حسابه الخاص رحمه الله .
ولم يكن وجود المسفلة في جنوب مكة المكرمة عائقا أمام بروز العديد من المدارس والأسواق التجارية ، فالحي يضم مدارس بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة ، وتتوفر به عدة أسواق منها أسواق اللحوم والخضار ، وأسواق الملابس الجاهزة والأقمشة ، إضافة إلى وجود محلات لبيع الذهب ، ومحلات بيع الأدوات الصحية وأدوات البناء .
وفي داخل الحي تجد من يجند نفسه وماله لاصلاح ذات البين ، ومن هؤلاء أذكر العم رجب سوبيا ، والعمدة عبدالرحمن حجازي ـ يرحمهما الله ـ ، وغيرهما واللذين وهبا نفسهما لإسعاد الآخرين ، فكانوا يجمعوا بين المتخاصمين ولا يخرجا إلا وقد تم الصلح وأنهي الخلاف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com