اعتدنا نهاية كل موسم حج أن نقرأ ونسمع عن الخلافات القائمة بين بعض مجالس إدارات شركات الطوافة ومساهميها ، وعادة ما تكون هذه الخلافات نتيجة طبيعية لضغط العمل ، لكن حينما تتحول من خلاف في وجهات النظر إلى اختلاف في آلية العمل وتنفيذه وأدواته ، فإن هذا يستدعي النظر في الإجراءات المتبعة ، ومعرفة ما إذا كانت هناك أخطاء استدعت بروز هذا الاختلاف ، أم أن القضية اختلاف ناتج لغياب مصلحة ما .
وحينما يتحكم العقل في مجريات الأحداث فإننا نجد أن المصلحة العامة تتفوق لدى من يسعون لها ، في حين تسيطر المصلحة الخاصة على البعض ، فيأخذوا في شن حملاتهم لتشويه الصورة الحقيقية للعمل الناجح ، حتى يثبتوا للآخرين أنهم الأفضل وأن الحاليين لم يملكون من القدرة والعمل ما يشفع لهم !.
وخلال الأيام القليلة الماضية تابعت نتائج أعمال الجمعيات العمومية لعدد من شركات الطوافة ، ووجدت أن مساهميها هجروا الأقوال ، وتجاوزوا الشائعات ، وحكموا عقولهم اثناء تصويتهم على بنود الجمعية العمومية ، وغاب تأثير المطالبين بعزل هذا المجلس أو ذاك ، وهنا عرفنا أن مساهمو الشركات ومساهماتها أدركوا أن هناك أعمالا تقدم ويجب أن تشكر ، وهناك افرادا يسعون لعودة مصالحهم الخاصة التي فقدوها .
ولا أريد أن أحدد شركة بعينها او مجلس إدارة بذاته ، لكني أقول بأن هناك ثلاث مجالس إدارات تقريبا واجهت حملات من أصحاب المصالح الخاصة ، تمثلت أبرزها في المطالبة بعزل مجلس الإدارة بعد أن غابت مصالحهم .ولهؤلاء ومن معهم أقول ألم تكونوا يوما من قياديي هذه الشركات حينما كانت مؤسسات ؟
ما رايناه طوال السنوات الماضية توليكم للمناصب القيادية ، وغياب اعمالكم .
أما ما أود قوله لكم قبل المطالبة بالعودة لمقاعد القيادة داخل أروقة شركات الطوافة ، أتمنى قراءات كتاب " 7 خطوات لإصلاح الشركة والارتقاء بها " فقد تجدوا بين صفحاته ما يفيدكم في مطالبتكم القادمة بحل مجلس الإدارة ، خاصة وأن الكتاب " لا يحتوي على مصطلحات متخصصة معقدة " .
وإن كنتم حريصون فعلا على الشركة وحقوق مساهميها فعليكم الاهتمام بها والتعامل معها بطريقة علمية مناسبه ، فوجود الصراعات داخل المنشأة يمثل الزاوية التي تؤثر علي الأداء ، هذا إن كنتم حريصين فعلا على مكانة الشركة وحقوق المساهمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com