عِنْدَمَا ذَهَبَتْ لِزِيَارَةِ اِبْنِي في مقر سكنه ، اِسْتَقْبَلُونِي أحفادي بدموع منهمرة على وجناتهم بسبب نفوق أحد الطيور التي اشتراها والدهم من نوع (الكناري) الملونة، وعلى الفور وَعَدَتْهُمْ بِالتَّعْوِيضِ بشرط نسيان الماضي والطير النافق (الميت) ، وَاسْتَبْشَرُوا فرحا وهم في عجالة من تنفيذ وعدي لهم بإحضار طير جميل يسعدهم ويعيد البسمة العريضة على محياهم
فالطفل بطبعه بخيل حسب رأي علماء النفس خاصة بما يملك وَلَا يَسْمَحُ لِأَحَدِ اَلِاقْتِرَابِ من خاصته من ألعاب أو خلافها ، وهذه الأمور مجربة حتى بين الأخوة الأشقاء.
ومن شِدَّة اِهْتِمَامِ أَطْفَال "حينّا" القديم عندما مات طير لأحدهم اِتَّفَقُوا جميعهم بأن يحفروا حفره خاصة لدفن الطير بعد الصلاة عليه (تفكير وتصرف طفولي) وفعلا قام بذلك تَضَامُنًا مع صاحب الطير الطفل الحزين المكلوم لموت طيره الأنيس الونيس
ومن قصص عِشْق الأطفال للحيوانات ، كنا نُطَارِدُ الخرف بقفزاته المتتالية وسرعته للهروب منا ونحن خلفة تارة وأمامه أخرى ، وأتذكر عندما طَبْخُ لَحْمِهِ وَقُدِّمَ كَغَدَاء اِضْرِبْنَا عن تناول الطعام ، خاصة وأنه لحم خروفنا المفضل الرضيع ، وغضبنا من عمنَّا صديق الوالد العم إدريس- رحمه الله- ومع مرور الأيام نَسِينَا الواقعة خاصة بأننا تجاوزنا مرحلة الطفولة إلى الشباب المبكرة وننتظر فترة عيد الأضحى المبارك لوصول "خروف العيد" الذي يمضي معنا عدة أيام نلعب معه ونغلفه ونهتم به إلى حين يوم النحر ويذبح ونحن سعداء بمشاهدته وهو يذبح وفي انتظار تقديم لحمه بعد الشواء والطهي وغيره من أنواع الطبيخ للحم الخروف اللذيذ
هنا بالتأكيد تَغَيَّرَتْ المشاعر من سن الطفولة إلى الشباب فرق شاسع بالمشاعر والأحاسيس والتفكير والاهتمام، وكمْ شاهدنا من مناظر حول العالم لأطفال وهم يبكون بشدة لمنع ذويهم من ذبح خروف أو طيور كانت تسليهم وقد عقدوا معها محبة وألفه وأخيرا روفر الدموع لفراقها عند ذبحها، لان مشاعر الأطفال فياضة وقلوبهم نظيفة لم تتلوث من هموم ومشاكل الدنيا