الفطرة للبشر تستأمنْ أرواحها بالبقاء تحت مَقْطَن التوقعات العاديّ .. تحت المَقَرّ الثابت !
وعلى على نحوٍ أَدَقّ هذا هو التقليل من الشأن وهنا هو الخَطْب , إستمرارية بدون إنجاز جديد إستمرارية بدون تقدم هنا هو التهميش للذات .
منطقة إِطْمِئْنانك
يعتقد البعض في مخيلته الخاصة به ... بقائه في منطقة الأمان هو مركز يجذب الآخرين له سيحبهُ الآخرين سيتقبلونه كما هو عليه ! وحقيقة الأمر مختلفة تمامًا .. شعور الشخص بالراحة والأستقرار بهذه الحالة مجرد أوهام لا وجود لها.
أن تعتاد على روتين بسيط ومقبول ولا تقوم الا كما هو متوقع منك بطبيعة الحال ! وتفضّل شعورك بالأمان على الخطوة المطلوبة بحق نفسك "وقعت بالخَطِيئة" .
ومثال واقعي لهذه الظاهر .. استمرارية الموظفين بالفروض المطلوبة فقط بدون إظهار جوانبهم الابداعية، خوفًا من مطالبة المؤسسة بإنجاز اكثر ! أو بسبب خوفه من خروج منطقة الراحة الوهمية .
منطقة التَكْوِين
للأنسان "العقل الواعي " " العقل الباطن " " العقل اللاواعي " تتمحور تصرفات الشخص من خلال هذه المستويات
العقل الواعي : هو الذي يتحمل ويعي ما يمر به الفرد من تصرفات .. ومخططات .. وافكار مكونّه واضحة
العقل الباطن : يأخد المركز الثاني في مستويات العقل وتبنى عليه تصرفات الشخص فالعقل الواعي يقرر ويصدر القرار فالعقل الباطني ينفذ
العقل اللاواعي :هو الخارج عن المألوف الواضح من خلال عادات وأفكار مدروسة مخطط لها مسبقًا..
ويقع موقف العقل اللاوعي في مساحة عميقة بالنسبة للعقل الواعي والعقل الباطن تتكون فيه تجارب الشخص وذكرياته وهذا يؤثر بشكل ما على افكارك ومعتقداتك .
وعندما نريد أن نحرر انفسنا من مناطق الراحة والشيء المتعاد لابد ان ندرس عقولنا اللاواعية .. نكون افكار جديد غير اعتيادية خارج منطقة الخوف والقلق إلى منطقة التكوين والشغف والأبداع بدون قلق
ويتم التواصل بين اللاوعي والواعي من خلال المشاعر، والعواطف، والأحلام، والأحاسيس، وفي الحقيقة فإنَّ مُعظم محتويات اللاوعي غير مقبولة أو غير سارَّة، مثل الشعور بالألم أو القلق أو الصراع.
ومن خلال تلقين عقلك اللاواعي للافكار والتصرفات اليوميه انت تحدد مصيرك المستقبلي بدون ملاحظة منك ..
وشرح ذلك عالم النفس الأميركي إدوارد تولمان دراسة نظرية التعلم الكامن وتطوريها وأشار في ذلك
"يُعدّ التعلم الكامن عملية لا إرادية يميز بها الإنسان الأشياء المختلفة دون وعي منه أو نية، وهو تعلُم لا تعززه السلوكيات، أي أن الفرد لا يتعلم امتثالا لأوامر الآخرين، مثلما هي الحال في حث الأطفال على استذكار دروسهم."
وخلاصة حديثنا التوكل على الله و إدراك أن المؤمن ليس عليه سوى السعي، وأن هذا السعي يجازى عليه، وأن الوصول هو بأمر الله وتوفيقه، لذا يجب التوكل عليه والإقدام
وأذكر آية قرآنية في سورة الملك: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”
تبين الآية أن الله تعالى سخر لعباده وذلل لهم الأرض وجعل فيها منافع لهم ليسَ فقط بنقطة "أ" أو "ب" ، وقد خلقهم لكي يعمروا هذه الأرض بجميع الاشكال والاتجاهات ، وذلك من خلال السعي في أقطارها إلى مختلف أبواب الرزق.
والمتطلب هو السعي وترك الخوف جانبًا.. ترك القلق وحزم زمان الأمور بدون تقليل شأن النفس او بكبدها خوفًا من نظرة المجتمع .