كباس الحارة والمقصود به ماكان يغذي الحي بالماء الزلال ومصدره مشروع (العين الزرقاء) والتي كانت تمد احياء المدينة المنوره بالمياه الصالحة للشرب مع العلم بتواجد آبار للمياه فى غالبية البيوت ولكنها غير صالحة للشرب فقط للغسيل واغراض اخرى مفيده للمنازل، وفى مكه المكرمه يسمى (بازان) وفى جده (صهريج) بعض المناطق (صنبور أو بزبوز)
نعود الى (الكباس) كما كنا نسميه فى المدينة المنوره وقد توسط الحي لتسهيل استفادة جميع السكان داخله بتوصيل ما كنا نسميه (لي) والبعض يسميه خرطوم أو هوز، مما يسهل وصول المياه الى داخل المنازل وبمتابعة اصحاب الشأن بذلك وبطرق مناسبة للجميع حسب اولوية الوصول الى موقعه والبعض هداهم الله يحاول ان يتمكن من الاستمرار فى جلب المياه الى منزله طوال الوقت مما يسبب بعض الخلاف البسيط وينتهى فى حينه بعد النقاش والتفاهم ولا توجد مشاكل المياه الا فى فترة مواسم الحج والصيف لكثرة استخدام المياه من الجميع خاصة ضيوف الرحمن عند اقامتهم فى المدينة لغرض الزياره والصلاة فى المسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهم وزيارة بقية المساجد والاثار الاسلاميه
موقع (الكباس) فى وسط الحي ويعتبر مركز تجمعنا ونحن صغار ومنه تبداء عملية الاتفاق على الالعاب او الحكاوي والقصص بيننا على قدر السن والمرحله العمريه التى تتراوح مابين سن السابعة الى الثانية عشرة عاما تقريبا
ويعتبر مجلس ومركاز وموقعه استراتيجي حيث يشرف على جميع الاتجاهات بداية من المدخل الرئيسي الى تقريبا اخر ممر داخل الحى والذي كنا نسميه (حوش المرزوقي)
تجمعنا عند "الكباس" يعتبر تجمع برلمانى مصغر قد تحدثت بعض الخلافات وبجنح البعض يتم الصلح وان تكرر من احدنا يتم منعه من الجلوس معنا لمدة عدة ايام بعدها يتم قبوله باجماع الاعضاء الصغار بعض طرح قضيته للنقاش وارسال مندوب لابلاغه بالعفو ومشاركة البقيه الالعاب والقصص والحكاوي والمزاح البريء
غالبا اجتماعاتنا عند (كباس الحاره) من بعد صلاة العصر الى قرب صلاة المغرب، وفى الايجازات بعض الاحيان فى الفتره الصباحيه الى قرب الظهر، كان بعض من الاباء يمنعونا من الجلوس بالقرب من (الكباس) خوفا من انقطاع المياه المتجهة الى منازلهم قد يكون احد اصدقائنا من ابناء الحي تسبب فى انقطاع المياه بأزلة وسيلة نقل المياه (لي) بغير قصد من فعل تجمعنا على مساحة موقع (الكباس) التى لاتتسع الا لعدد محدد
وفى حال انقطاع المياه من مصدرها (العين الزرقاء) يتم الاستعانه بمن يجلبون المياه بمبالغ مالية محدده كنا نسميهم (السقايا) ومفردها (سقا) ويستخدمون وسائل نقل المياه الى المنازل بواسطة (صفائح من التنك) نسميها (زفه) والبعض بالقرب الجلدية المصنعه من جلود الماعز والاغنام، ويتم تفريغها داخل المنزل فى أوانى فخارية كبيره نسميها (ازيار) ومفردها (زير) وبعض القلال الفخاريه وتسمى (شراب) ومفردها (شربه) ومياهها بتبرد خلال فتره وجيزه من ملئها بالمياه الصالحة للشرب وقد تبخر الازيار والشراب ببخور المستكه وتضاف بعض من مياه الورد والكادي لاعطاء طعم ورائحه زكيه للمياه المراد شربها،
ايام الطيبين فعلا ايام سعيدة بكل تفاصيلها الجميله عشناها بقناعه وحب وتقدير وتكافل اجتماعى منقطع النظير بين الجيران والزوار وفى جميع الاوقات والمواسم طوال العام، وهذا من فضل الله علينا ونحن جيران الحبيب -صلى الله عليه وسلم-