اعتدنا ونحن نتحدث عن الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، أن يكون حديثنا مرتبط بالمشاريع التي تعمل الهيئة على تنفيذها ، سواء كانت متمثلة في إزالة الأحياء العشوائية ، أو تطوير بعض المناطق ، أو تحسين الطرقات ، دون النظر للخدمات والاعمال الأخرى التي تقوم بها ، ومنها بث البرامج والأنشطة الثقافية ، المرتبطة بالإثراء المعرفي .
وحينما أطلقت الهيئة مشروع " خاصرة عين زبيدة " ، بالتعاون مع شركائها " برنامج خدمة ضيوف الرحمن، ووزارة الثقافة، والهيئة العامة للأوقاف، وهيئة التراث، وشركة كدانة " ، وجدت أن الهيئة عملت على إحياء المنطقة المهجورة والمنسية لدى الكثيرين ، وتحويلها إلى منطقة جاذبه للزوار تجمع بين روحانية المكان ، وقصة زبيدة المراءة التي جلبت الماء لسكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام ، والحاضر الزاهر الذي نعيشه .
غير أن أي عمل وان حمل من النجاحات ما يفخر به الفرد والقطاع ، فإنه يحمل بعض الأخطاء التي يمكن معالجتها مبكرا قبل أن تتحول إلى سلبية تؤثر عليه ، ولا يمكن لاي جهة أو فرد ادعاء النجاح الكامل لأعمالها ، لأن النجاح الكامل يعني توقف الإبداع والتطوير ، ووجود بعض السلبيات أو الملاحظات لا يعني ان العمل سيء ، بل يعني الحاجة للتطوير ، لذلك لابد ان نفرق بين الخطأ المسجل ، والملاحظة المدونة .
ومن أبرز النجاحات التي يمكن أن تقال ، وجود مرشدين سياحيين على إلمام كامل بالموقع ، وتاريخه ، وتكلفته ، ومدة تنفيذه ، وهذا يعطي انطباع حسن لدى الزائر لمواصلة رحلته داخل منطقة الخاصرة .
وإن وفقت الهيئة في اختيار تصميم الديكور ليكون متوافقا مع الموقع ، فإنها لم توفق في اختيار مؤلف المسرحية والنص المقدم ، ولو استبدلت المسرحية بفيلم وثائقي لكان ذلك افضل ، فالمسرحية لا نقول أنها حملت أخطا الممثلين أو المخرج ، لكنها كمسرحية تاريخية لم تحمل الدراما التاريخية التي " تقوم فيها الموضوعات أو القضايا على الأحداث التي حدثت في التاريخ " ، فأول خطأ حينما تحدث الممثلون عن غياب الماء في طريق مجموعة من الحجاج ، وبعضهم كان يهلك ، ليأتي بعده مشهد يتحدث عن نبع ماء زمزم من تحت أقدام الرضيع إسماعيل عليه السلام ، وهنا يبدو السؤال : أيهما أول غياب الماء عن قوافل الحجاج ، أم نبع ماء زمزم ؟
كما كان على المؤلف أن يوضح بأن " عين زبيدة هي عين عذبة الماء غزيرة وإحدى روائع أوقاف المسلمين، أمرت بإنشائها الأميرة زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور العباسية الهاشمية، زوجة هارون الرشيد " ، نتيجة لما سمعته من سكان مكة المكرمة ومعاناة الحجاج من قلة المياه نتيجة لندرة الأمطار ، وغياب العيون والأنهار بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة .
وخلاصة القول فإن فكرة إقامة فعالية بــ " خاصرة عين زبيدة " ، فكرة جيدة وناجحة ، تستحق الشكر والتقدير ، غير أنها بحاجة لتصحيح بعض الأخطاء المسجلة ، كما أنها بحاجة إلى تنظيم زيارات من المعتمرين والزوار لها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com