يصلي المصلّي الصلاة،وينصت للخطبة ،و يؤدى السنن ، طاعةً لله وامتثالًا لأمره.
ولهذا يجب التذكير بأهمية استحضار النية الصالحة في هذه الاعمال ، وتذكر أجرها عند الله ، وذلك لاجتماع عدد من العبادات
في هذا اليوم من صلاة وذكر و دعاء وقراءة للقرآن وصدقة .
فالنية لابد منها في العبادات، وفي فضائل الأعمال .
ولقد أجمع أهل العلم على وجوب النية ، وأنها لا تنعقد الاعمال إلا بها، عن أبي حفص عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) متفق على صحته
قال الخطابي: معناه أن صحة الأعمال ووجوب أحكامها إنما يكون بالنية؛ فإن النية هي المصرفة لها إلى جهاته.
قال بعض أهل العلم: "هذا الحديث هو ثلث الدين، وقيل: نصف الدين؛ لأن العبادات إما قلبية وإما بدنية، وهذا اشتمل على العبادات القلبية"
وقد حرص السلف على سلامة نياتهم قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه-: "من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس".
كان التابعي بلال بن سعد يقول :
لا تكن ذا وجهين , وذا لسانين ...
تظهر للناس ليحمدوك ... وقلبك فاجر ..!
[ الإخلاص والنية لابن أبي الدنيا 25 ]
فالنية السليمة في يوم الجمعة :- هى أن يفعل الإنسان الطاعات في ذلك اليوم خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني ولا دفع ضرر دنيوي.
والنية هي التي تميز العمل بين العبادة والعادة ومحلّها القلب، لما جاء في كتاب الله ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ )
ولا يلزم أن يجهر بالنية بل ولا يسن له ذلك، بل ولا يسن أن يقول النية ولو سراً؛ لأن النية محلها القلب؛ كما تقدم .
قال في الروض: ومحلها -أي النية- القلب والتلفظ بها ليس بشرط.
و المجاهدة على إصلاح النية وأن يكون العمل لله مهم جدا لأن الناس يختلفون في أداء العمل .
قال ابن المبارك : رب عمل كبير تصغره النية .
ولما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "إنّ الرجلين من أمّتي يقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإنّ ما بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والأرض" .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } قال : أخلصه وأصوبه ، وقال إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصا لم يقبل ، حتى يكون خالصاً صواباً ، قال : والخالص إذا كان لله وحده والصواب إذا كان على السنة .
والإخلاصَ عمَلُ القلبِ، وهو محضُ النيَّةِ يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا وابتغي به وجهه". رواه النسائي.
-
حكم أن يقول المأموم خلف إمام يوم الجمعة قبل الدخول في الصلاة نويت أن أصلي صلاة الجمعة ركعتين مأموما لله تعالى.
هذا لا أصل لها عن النبي صلى الله عليه وسلم و لم ترد عن الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعين لهم باحسان وقال ابن تيمية -رحمه الله- إنَّ النيّة محلّها القلب، والتلفّظ بها زيادة على صفة الصلاة
-
ولا بد من استحضار نية الجمعة, فمن نواها ظهرا مثلا, فإنها لا تجزئ, قال النووي رحمه الله: ولا تصح الجمعة بنية مطلق الظهر،
-
من نسي النية ما حكم عمله؟يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أنه ما من عمل إلا وله نية , لأن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملا بلا نية , حتى قال بعض العلماء: لو كلفنا الله عملا بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق.
نسأل الله أن يصلح أعمالنا ويغفر لنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد .