منذ اكثر من خمسة عقود مضت (55)عاما كنا نحتفل ونحن صغار وبرفقة بعض الشباب الاكبر سنا فى حدود (14/6)عاما قد تزيد قليلا بعاده سنويه خلال أوآخر شهر شعبان بما كنا نسميه (سيدي شاهن) وهى عاده تخص الاطفال وليس لها ابعاد او معتقدات دينيه ،،
فنجد الاسواق الخاصه بالمواد الغذائيه مجهزه بمواقع واركان خاصه بأنواع عديدة من الاغذيه والحلويات التى يشتريها اولياء الامور لمناسبة (سيدي شاهن)
واهمها ( حلوى المشبك - الفشار - المكسرات بأنواعها)وكنا نسميها (حاجه)
ويأخذونها الى منازلهم لتكون جاهزه لاهدائها الى الاطفال عند وصولهم للمنزل والطرق على أبواب المنازل بعصاة من قائد المجموعه مع احد المشاركين يكون المسؤول عن ما يتم جمعه فى كيس او (غتره-شال )مربوطه من اطرافها الى عنقه متدلية على صدره وبأهازيج جميله نقول فيها
قائد المجموعه
سيدي شاهن
المجموعه ترد
ياشربيت
قائد:
خرقه مرقه
المجموعه ترد
يا أهل البيت
قائد :
اما جواب
المجموعه ترد
ولا تواب
القائد :
ولا نكسر
المجموعه :
هذا الباب
القائد :
لو لا خواجه
المجموعه :
ماجينا
القائد :
ولو طاحت
المجموعه :
كوافينا
القائد:
ويحل الكيس
المجموعة:
ويعطينا
القائد -
والعاده
المجموعه -
والساده
القائد -
ستي سعاده
المجموعه -
هاتى العاده
القائد
سيدي سعيد
المجموعه
هات العيد
القائد
اما مشبك
المجموعه
ولا فشار
القائد
ولا عروسه
المجموعه
من الروشان
القائد
ولا عريس
المجموعه
من الدهليز
القائد
ولا نرقد
المجموعه
تحت الباب
وبذلك يتكرر النداء حتى نسمع احدهم من نافذة المنزل العليا يطلب منا فتح الكيس ليتم رمى المكسرات والحلويات وبعض الاحيان تضاف بعض من العمله المعدنيه
وبعد ذلك نتوجه بالشكر لصاحب او صاحبة المنزل الذي اهدانا بكلمات بقولنا (قاروره يا قاروره .ست البيت غندوره ) والمنزل الذي ينزعج من تصرفنا الا وهو طرق الباب بشدة يتم رشنا بالماء البارد فنهرب وتعلو اصواتنا احتجاجاً بكلمات (كبريته ياكبريته ست البيت عفريته) مع ملاحظة عدم قول ذلك داخل حينا السكني مما قد يعرضنا للعقاب من اولياء الامور
ثم نتجه الى المنزل الاخر وبنفس الاسلوب والفرحه والاهازيج نستمر داخل الحي ثم الاحياء المجاوره القريبه من حينا وعند الانتهاء من الجوله نتجه الى حينا ونجتمع لتوزيع ما تم جمعه بالتساوي وغالبا نكون مجهزين (طواقينا )لنحمل ما تم توزيعه على جميع من شارك الاحتفال والجوله السعيده الجميع مسرور وقنوع بما حصل عليه المهم المشاركه ولا يهم حصل على كثير او قليل (القناعه)شعار الجميع فى هذه الفعاليه السنويه والتى لاتخلوا فى بعض الاحيان من تنمر بعض من هم الاكبر سنا من خارج الحي بمحاولة الحصول على بعض ما تم جمعه فى جولتنا بقولهم (الزكاة)ولهذا السبب نختار الاسرع فينا للهروب بالمحصلة 😜👌
الى داخل حينا وبذلك نسلم من تنمر الكبار سواء بخطف الكيس او شقه وتقطيعه باداة حاده (سكين ولكنها نادرة الحدوث خاصة فى ظل تواجد بعض اولياء الامور داخل الحي
وبخصوص اولياء الأمور ان صادف احدهم مارا خلال توجهنا للمنازل نتحلق حوله ونقول (ياعمى فين البخشيش .ياعمي بكره ما فيش)يقوم وبمنتهى السعاده ورضى النفس يخرج بعض العملات المعدنيه او حلويات كان يحملها ويوزعها علينا ،كرنفال من المحبه والتواضع والسعاده من الجميع للاطفال المحتفلين ب(سيدي شاهن)
وبخصوص المقصود لبعض كلمات النداء وهى العروسه والعريس هى مجرد حلويات كنا نطلق عليها حلاوه عروسه وحلاوه عريس ،،
المهم الحكايه كلها كرنفال جميل لأطفال طيبة الطيبة نحتفل به سنويا ،وكل عام والجميع بخير
وبخصوص استقبال شهر رمضان المبارك فى طيبه الطيبه فى تلك الايام الخوالي السعيده يعرف دخول الشهر الفضيل من خلال بيان من الديوان الملكى فى الاذاعه ومن بعدها نسمع دوي المدافع حول المدينه خاصة مدافع (جبل سلع)شمال غربي المسجد النبوي الشريف
وقد تطلق عدة طلقات إعلانا بدخول الشهر الكريم وعند الافطار طلقه واحده وعند الامساك ثلاث طلقات متفرقه الأولى إشعار بحلول وقت السحور وبعد فتره من الزمن تطلق طلقه مختلف صوتها عن الاولى كنا نسميها (مدفع المويه) ثم طلقه اخيره للامساك عن الطعام استعداد للصيام وبعدها نسمع اذان صلاة الفجر
نعود لاحتفالنا عند الاعلان بحلول الشهر الفضيل ،،
نجتمع فى الحى وكذلك عدة احياء تقوم بنفس الفعل احتفالا بدخول شهر رمضان المبارك
كالتالى ؛
يحضر احد ابناء الحى يكون خفيف الوزن ليتم حمله
على اكتاف احد المشاركين من ابناء الحى بعد ان يتم تغيير بعض من ملامح وجه المحمول بالفحم وتلبيسه طربوش ملون فوق رأسه ويبدأ المحمول بكلمة
(جابوه )ترد المجموعه المشاركه خلفه (ما جابوه )وهم يتجولون داخل الحى وخارجه
يعيد المحمول كلامه بقوله (ولد العوري) ترد المجموعه(طهروه) والمقصود بان الشهر الفضيل وصل ام لم يصل وتم التأكيد بوصوله
وتستمر الجوله والجميع مسرور وسعيد بدخول الشهر الفضيل ومشاهدة الاطفال وهم يحتفلون بهذه المناسبه التى ينتظرونها كل عام بمنتهى الفرحه والسرور ،
ونشاهد العوائل تراقب جولاتنا بين الاحياء من خلال النوافذ والشبابيك والرواشين ويتخلل الجوله بعض الاحيان سماع اصوات المدافع وهى تدوي فرحا واعلانا بحلول الضيف الكريم شهر القران والصدقات والاحسان والعطف والحنان على المحتاجين وصلة الرحم والتجهيز بكل ما يلزم للشهر الفضيل فى حالة استنفار قصوى لكسب الأجر والثواب من الله تعالى لنكون فى آخره من الفائزين ، وكل عام والجميع بخير وحفظ من المولى العلي القدير والحمدالله رب العالمين