لم تكن التوعية بأضرار المخدرات التي تنفذها المديرية العامة لمكافحة المخدرات منحصرة على تنفيذ حملات او بث برامج اعلامية أو طباعة بروشورات ورقية ، لكنها توعية مرتبطة بالأحداث محملة بالدلائل التي توضح أهداف عصابات التهريب في تدمير الشباب وتفكك المجتمع ، وتظهر بفخر واعتزاز الدور الذي تقوم به أجهزة الدولة ومنها المديرية العامة لمكافحة المخدرات .
والمتابع لقضايا المخدرات وتهريبها إلى المملكة وترويجها يلحظ وجود عصابات متخصصة في التهريب ، تدعم من بعض الدول التي ترى أن الاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي يؤثر عليها ، فتسعى من خلال هذه العصابات إلى استخدام المخدرات كأداءه لتفكيك الاستقرار الاجتماعي ، ومن ثم العمل على تدمير الاقتصاد .
غير أن وزارة الداخلية بكافة أجهزتها ، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات بمنسوبيها ، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك ، وغيرها من الأجهزة الحكومية تقف أمام كل عملية من خلال عدة محاور ، منها محاربة المخدرات عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية ، وبث البرامج والفعاليات التوعية للتحذير من الآثار الضارة للمخدرات، وتوفير العلاج لمن تورطوا في تعاطيها .
ومن يرى خطورة المخدرات على المتعاطي والمجتمع ليس كمن سمع عنها ، فالقول احيانا يزيل بعض المواقف ، ويتجاوز بعض الاحداث ، وخلال مرافقتي لوفد من شركة مطوفي حجاج تركيا وحجاج اوروبا وامريكا وأستراليا خلال زيارتهم للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالعاصمة المقدسة ، والتقائهم بالعقيد عبدالسلام الزهراني مدير الإدارة ، منحتنا فرصة للتعرف على الكثير من خبايا المهربين ، والأدوار التي يقوم بها أفراد مكافحة المخدرات ، وسعدنا بالاستماع عن البرامج والحملات التي يتم بثها لتجنب وقوع أفراد المجتمع وخاصة الشباب في براثن المخدرات وتعاطيها ، والوقوف على بعض الطرق والاساليب التي ينتهجها المهربون لإدخال سمومهم إلى المملكة ، ودور منسوبي المديرية العامة لمكافحة المخدرات في كشفها وتقديمهم للعدالة لحماية المجتمع .
وفي المعرض الدائم بمقر المديرية اطلعنا على نماذج من الطرق والادوات المستخدمة للتهريب ، ووقفت متأملا أمام حرص المهربين على ايصال مخدراتهم إلى المملكة ، وأدركت أن هدفهم الأساس لم يكن ماديا بقدر ما هو نفسي لتدمير الشباب ، وتفكك المجتمع .
وإن اسعدتني الاجراءات المتخذة من قبل المديرية العامة لمكافحة المخدرات لحماية الشباب والمجتمع من شر هذا الداء ، وعلاج من غرر بهم ووقعوا في براثن المخدرات ، بطرق واجراءات سرية ، فإن علينا أن نعمل بجد واجتهاد لمحاربة المخدرات كل بقدراته التي يملكها فهي داء يؤدي لإفلاس التاجر ، وفقدان الترابط الاسري وضياع الابناء ، وقبل هذا وذاك الاضرار الصحية على حياة المتعاطي ، وانعكاساتها على اسرته والمجتمع فمن خلالها يرتفع معدل الجريمة .
فأضرار المخدرات كما يقول المتخصصون لا تنحصر على الفرد وصحته ، بل تمتد لأسرته التي تسعى لإيقافه عن التعاطي ، والبحث عن علاج له ، كما أن هناك تأثيرات أخرى تمتد إلى المجتمع بأسرة، مؤثرة على الجانب الأمني والاقتصادي .
وزيارة رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج تركيا وحجاج اوروبا وامريكا وأستراليا التي قد تكون الأولى لمسؤول بشركة خدمات حجاج لمديرية مكافحة المخدرات ، مثلت فرصة للعمل على مشاركة الشركة في " اليوم العالمي لمكافحة المخدرات" الذي يوافق 26 يونيو من كل عام ، والذي يؤكد أهمية تكاتف الدول والمجتمعات لحماية المجتمعات من خطر المخدرات التي تهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ، لإقامة محضرات ومعارض بالتعاون مع مكافحة المخدرات بأروقة الشركة وقاعاتها ، لإبراز أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع ، وإيضاح الدور الذي تؤديه المديرية العامة لمكافحة المخدرات لضيوف الرحمن .
وما تقوم به المملكة من دور فاعل وتعاون بنّاء في دعم الجهود الدولية لمحاربة هذه الآفة ، وإبراز أهمية الوقاية وتعزيز حصانة المجتمع من آفة المخدرات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com