يمكنك اقتناء كتاب بالإهداء أو الشراء ، لكن لا يمكنك استيعاب محتواه مالم تكن مقتنعا به ، وبقدرة مؤلفه ، فهو ليس سرد كلمات وتراكم أوارق ، أو غلاف يجذب الأنظار ، وجمال الكتاب عادة يكون في محتواه ، وتنوع موضوعاته ، خاصة حينما يسرد لك مواقف وأحدث عن أزمنة وايام مضت لتستفيد من تجارب من خطه ، وتتذكر أن الحياة دروس وعبر ، ومواقف وأحدث .
وحينما أصدر السيد / خالد علوي كتابه ” آخر الكلام.. نظرات من نافذة الحياة” في طبعته الثانية ، وأهداني نسخة منه ، لم أكن راغبا في الكتابة عنه بشكل سريع ، ليس لانشغالي كما يعتقد البعض ، بل لرغبتي في أن يكون حديثي عنه مستندا لما يتناوله ، ومدى توافقه مع رغبات القارئ واستفادته من محتواه .
والكتاب الذي جاء في (352) صفحة من القطع المتوسط ، والواضح أن حرص المؤلف على ضم غلاف كتابه بمجموعة مميزة من أغلفة مجلة “الحج والعمرة” ، أراد من خلالها الإشارة إلى المجلة التي عمل بها سنوات ، وتذكير أبناء الجيل الحالي بدورها كواحدة من أوائل المجلات الثقافية التي صدرت في عهد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ ، إذ صدر عددها الأول في 1/7/ 1366هـــ ، وفي عام 1390هـ تغير اسمها من «الحج» إلى «التضامن الإسلامي»، قبل أن تعود إلى مسماها الأول عام 1414هـ، وفي العام 1423هـ حملت المجلة اسمها الحالي «الحج والعمرة» .
وتراس تحريرها أدباء ومؤرخون ومفكرون منهم الأستاذ هاشم زواوي ، والأستاذ محمد طاهر الكردي ، والدكتور عاصم حمدان ، وغيرهم رحم الله من فقدناهم منهم ، ومتع من بقى بالصحة والعافية .
وبالعودة لمحتويات الكتاب فإننا نجد ان السيد / خالد علوي ، أراد أن يجعل كتابه جامعا شاملا ، لا ينحصر في محور أو قضية ، فتناول مقالاته الإسلامية التي حملت عناوينها (في حب المصطفى- رمضان كريم- الإسراء والمعراج، قضايا إسلامية)، وتناول الوطن وتحدث عنه بقوله " وطن المجد والشموخ " ، وتناول القضايا الاجتماعية بــ " رؤى اجتماعية" ، وتحدث عن الحج تحت عنوان " في رحاب الحج " ، كابن من أبناء مكة المكرمة الحريصين على خدمة حجاج بيت الله الحرام ، وكموظف بوزارة الحج والعمرة التي تتولى العمل على خدمة ضيوف الرحمن ، كما جعل للمنوعات نصيب من كتابه .
وخلاصة القول فإن الكتاب ، يزخر بكَمٍّ هائل من المعلومات ، ويتناول الكثير من الموضوعات ويسرد حكايات ومواقف مثيرة للاهتمام، فضلا عن غِلافه الجميل .
وإن كانت المكتبة كما يقال ليست من كماليات الحياة ولا من لوازمها ، لأنها مركز اشعاع وعلم ، فإن الكتاب الجيد يحمل علما وصدقا لقارئه ، ويمنحه الفرصة للإبحار في معرفة العلاقات الإنسانية بين الشعوب وثقافتها .
فشكرا للسيد خالد علوي على إهدائه الذي اسعدني ، وغمرني بالسعادة والسرور وأنا أتنقل بين صفحاته بسعادة تُبهجُ النّفس وتسرّها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com