منذ صغرنا ولعدة عقود من الزمن كنا نشارك اولياء امورنا الفطور داخل المسجد النبوي الشريف فنشاهد الجموع من المصلين الصائمين منتشرون على مساحة المسجد داخله وفى التوسعه الاولى وساحات الحصوى الاولى والثانيه ، ومن حوله خارج المسجد خاصة عند ازدحام الصائمين من الاهالي والمقيمين والزوار
مناظر ذات بهجه فى الايام الفضيله ونرى غالبية الحاضرين وهم منهمكون فى تلاوة آيات من كتاب الله الكريم والبعض مشغول فى تجهيز موقع السفره الخاصه به ولضيوفه الذين يعمل كل واحد من اصحاب السفر ان يكسب الاجر عند جلوسهم فى سفرته لتناول طعام الافطار وشرب المياه المبردة بواسطة دوارق مخصصه تجلب من مواقع قريبه من المسجد النبوى تسمى (سبيل) وهى مياه مبرده ومعطره بماء الورد او الزهر ومبخره بالمستيكا
وكان البعض يحضر معه انواع من الاطعمه المطبوخة فى المنازل او المشتراة من الاسواق ،اضافة الى التمور وبعض المعجنات والفطائر و بعض المخبوزات من الشريك والعيش البلدي ،وبعد مرور سنوات تطورت الخدمات المقدمه للصائمين من الاهالى والزوار داخل المسجد النبوي اضافة للتوسعات المتتاليه منذ عهد الملك سعود رحمه الله الى وقتنا المعاصر فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظه الله ،وقد تم تنظيم وترتيب السفر ومسؤوليها بواسطة الرئاسة العامة للاشراف على الحرمين الشريفين ،كما تم ايصال وتوزيع مياه زمزم المباركه من مكه المكرمه الى المسجد النبوي فى رحلات يوميه وتقدم مبرده ومعقمه بواسطة سيارات مخصصه لذالك ويتم توزيعا فى بردات كبيرة الحجم تغطي جميع المواقع داخل وخارج المسجد النبوي الشريف مع كاسات بلاستيكيه ذات الاستخدام الواحد فقط ،،كما تم منع ادخال الاطعمه للمحافظه على فرش المسجد وعدم ازعاج المصلين بفضلات الاطعمه وسمح فقط للتمور والخبز (الشريك) والقهوه والشاي
وخدمات جليله لجموع المصلين والزائرين وتنظيم اوقات الزيارات للمواجه الشريفه للتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما ،، وتوفير مئات من العمال والمشرفين على نظافة وفرش المسجد النبوى كذلك مواقع الوضوء ،،
واجمل ما يمكن ذكره فى هذه الذكريات عندما تجد فى سفرة طعام الصائمين عند الافطار تنوع الجنسيات والالوان والاشكال من العالم الاسلامي وجميعهم سعداء تشاهد البشر والفرحه لتناولهم طعام الافطار داخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمنتهى الروحانيه والابتسامات التى لاتفارق محياهم فى اجواء مفعمه بالحب وعلى امل القبول من المولى العلي القدير
والبعض يفطر وبعد الافطار والصلاة يستمر فى تلاوة كتاب الله الى حين موعد صلاة العشاء ثم التراويح ،والبعض يستمر حتى صلاة الفجر بشغل نفسه بتلاوة القران وبعض الكتب الأسلاميه
حتى العشر الإواخر ليستعد البعض للأعتكاف داخل المسجد النبوي وفى مواقع مخصصه للمعتكفين ،، فى اخر المسجد من الجهه الشماليه
دون وضع حواجز او ستائر كما كان يفعل ايام الطيبين لان الناس كثيرون وليسو كالسابق باعداد محدوده
نسال الله القبول للجميع وان يعيده علينا وعليكم باليمن والمسرات
بقلم- محمد جبريل ابو القاسم فلاته
(من ايام الطيبين) سفر رمضان المبارك داخل المسجد النبوي الشريف
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/248127/