مذ نشأت وبدأت تتفتح مداركي كنت شغوفا بالقراءة إذ كنت أقرأ كل ما تقع عليه يدي ، وفي ذات يوم قرأت عدة صفحات من كتاب لم أعد أستذكر اسمه حاليا - إذ أصبح النسيان مهيمنا على الذاكرة في هذا العصر - مع أن شيئا مما قرأت لم يغادر الذاكرة لاسيما تلك المزاعم التي تصور ماتعرض له اليهود ؛ من تنكيل وتعذيب وإحراق على يد هتلر ، وفي حقيقة الأمر ، أنا لم أتعاطف معهم ؛ لأنني كنت أعلم يقينا أن الرواية مشكوك فيها ؛ لأن اليهود مذ كذبوا على أبيهم يعقوب ، وكادوا لأخيهم يوسف ، وحياتهم قائمة على الكذب والزيف والابتزاز ، فضلا عن أنهم عرفوا بقتلة الأنبياء ، والتآمر على الأتقياء .
وبناء على ماتقدم فقد بقيت أتساءل مع النفس ، هل يعقل أن يفعل القائد الألماني الجسور هتلر باليهود كل مايسوقه الإعلام الغربي المتصهين ، ويروج له الكتاب والدارسون في امبراطوريات الكذب الغربية ؟ ثم أعود وأسأل نفسي ، ولماذا لايكون ذلك ضرب من كيد اليهود وأكاذيبهم ومؤامراتهم التي فطروا عليها ، ثم توارثوها على مر التاريخ لابتزاز ألمانيا ومن تحالف معها في الحرب العالمية الثانية ؟ وبقيت على ذلك الحال تتجاذبني الشكوك وتعبث بي الظنون حتى 7 أكتوبر 2023م ، وإذا بنتنياهو وآخرين من أعضاء حكومته ، سيئة الصيت والسمعة ، يقولون : إن المقاومة الفلسطينية قد قطعت رؤوس الأطفال والمواليد من اليهود بالمئات في مستوطنات غلاف غزة ، ولم تغرب شمس ذلك النهار حتى تبين زيف وكذب تلك المزاعم ، مع أن إدارة امبراطورية الكذب الكبرى في واشنطن كانت قد تساوقت مع حكومة نتنياهو وأكدت صحة تلك التلفيقات والأكاذيب الصهيونية دون تريث أو تدقيق في تلك الخزعبلات غير المسؤولة ، ولم يقف الصهاينة وأسيادهم في البيت الأبيض عند ذلك الحد ، بل استمروا في نشر الأكاذيب ليل نهار دون وازع من دين أو حياء من ضمير ... وآخر أكاذيبهم وقلة أدبهم أنهم يطلقون الأطنان من القنابل وحمم النيران على اليمنيين تحت مزاعم الدفاع عن النفس . فمن المدافع عن نفسه ؛ اليمنيون الذين هم في أرضهم أم الغزاة الصهاينة الذين جاءوا من الغرب الصليبي وقطعوا آلاف الأميال حتى وصلوا إلى اليمن ؟
أظن أنك أخي القارئ بعد هذا العرض الموجز تشاطرني الرأي ، وتصدقني القول بأن محرقة هتلر لليهود ماهي إلا كذبة صهيونية لابتزاز ألمانيا لعقود طويلة من الزمن ، وربما تستمر لقرون ، فالذين زوروا ولفقوا وكذبوا وسرقوا في أرض فلسطين ، ودنسوا مقدساتها ، وكذلك هدموا المنازل على رؤوس ساكنيها ، وأحرقوها ، وقتلوا كل حي تطاله أيديهم دون أن يفرقوا بين المقاوم وبين الشيخ الأعزل والمرأة والطفل ، لايتورعون أبدا في أن يخترعوا محرقة زورا ، ويدعوا مظلمة بهتانا !!!
بقلم - الدكتور عوض أحمد العلقمي
لم أتعاطف معهم مذ كادوا ليوسف
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/248515/