إن الصيام حالة من السمّو الروحي الذي لا يبلغه إلا من يتأمل حكمة الله من وراءه.. وهو شَعِيرة وقربة
ومدرسة أخلاقية شاملة.
ومن أجل أخلاق الصيام.. صيام القلب الذي يعزز السكينة والأمن والسلام والمحبة.. ويخلصه أي القلب من كل شائبة ونوايا حقد وحسد ومرض وشبهة وشهوة..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ) أخرجه البخاري ومسلم
ولأن القلب هو حارس الجوارح.. لابد من العناية به وإصلاحه لاسيما
في هذا الشهر الفضيل
وقد شبّه أبو هريرة رضي الله عنه القلب بالملك المتبوع فقال : القلب ملك وله جنود فإذا صلح الملك صلحت جنوده.. وإذا فسد فسدت جنوده
وقال ابن الجوزي إن القلب كالحصن وعلى ساكني هذا الحصن ألا يغفلوا لحظة عن تحركات أعدائهم وإلا سقط الحصن وخرب واستبيحت بيضته للأعادي.
ومن أسباب صلاح القلب
التقوى وذلك خير.. والعناية بالعبادات والمعاملات والإكثار من النوافل والمحافظة على الصلوات. وقراءة القرآن والتفكر والتدبر في معانيه.. والإكثار من ذكر الله.
يُقال أن صاحب القلب السليم أهنأ الناس عيشاً وأقربهم لله.
اللهم اصلح قلوبنا وتقبل سائر أعمالنا وأعنا على طاعتك وحسن عبادتك وكل عام وأنتم لله أقرب