التقوى هي الهدف الأساسي والرئيسي من الصيام في رمضان والتقوى معناها ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ، ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ، ﻭﺍﻹﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ وهذا القول مأثور عن الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، وجماع تعاريف التقوى في جملتين (مَخَافَة اَللَّهِ فِي اَلسِّرِّ وَالْعَلَنِ ) فهنيئاً للصائمين والصائمات بدخول الجنة من باب الريان فهو باب تم تخصيصه لهم وعداً من الله لان الصوم عبادة سرية بين العبد وربه وهو له واعلم به وسوف يجزي به الجزاء الاوفى.
ليس من التقوى في شهر رمضان من يصوم ويفطر على مال حرام او من يأكل مال اليتيم أو من يعق والديه أو من يظلم الناس أو من يغش المسلمين أو من يترك الصلاة أو من يشبع وجاره جائع أو من يغتاب مسلم أو من يتتبع عورات المسلمين أو ينتهك اعراضهم أو أن يكون من المطففين ، فرغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.
شهر رمضان كله خير وبركة سواء من الناحية الروحية أو الجسدية وخذ ما شئت من أقوال العلماء والأطباء والفلاسفة في صيام شهر رمضان فهو ركن من أركان الإسلام وشهر يتقرب به العبد إلى الله وتصفد فيه الشياطين وإراحة المعدة التي هي بيت الداء وسياحة دينية يتنقل بها العبد بين الصلوات وأداء العمرة وقراءة القرآن وقراءة الكتب الدينية ومتابعة البرامج الهادفة وقيام الليل وشهر رمضان تكثر فيه الرحمة والعتق من النار وبه ليلة القدر وارجو من الله ان ندركها جميعا فهي خير من ألف شهر.
سقيا الماء في المساجد والطرقات ووجبات إفطار الصائم والسلال الغذائية هي من اعمال الخير التي يحبذها الكثيرين في شهر رمضان المبارك وهي بلا شك عمل عظيم يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه ولكن هناك أعمال خيرية يثاب فاعلها ويأثم تاركها، عندما تترك قريبك أو جارك الجائع وتطعم البعيدين الذين لا تعرفهم فانت آثم، وعندما تترك قريبك أو جارك العطشان وتسقي البعيدين الذين لا تعرفهم فانت آثم ، وعندما تذهب بسلالك الغذائية إلى البعيدين وتترك قريبك وجارك المحتاج فانت آثم، ابدأ بأقربائك وجيرانك الذين اوصاك المصطفى صلى الله عليه وسلم بهم فما فاض يذهب للبعيدين وإن استطعت ان تجمع الفضل كله بسقاية وإطعام الأقرباء والجيران والبعيدين فذاك خير وفضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده الذين انعم عليهم وفضلهم على غيرهم في الرزق الكثير والوفير.
اللهم بلغنا رمضان وإعنا على صيام نهاره وقيامه ليله إيمانا واحتسابا وان ندرك ليلة القدر واغفر لنا ذنوبنا واجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين وان نكمل عدته ونكبر الله على هدايته لنا ونكون من الشاكرين.