على كل مسلم معرفة آداب تلاوة القران الكريم والتي على القارئ أن يتأدب بها ومنها :-
❶ إخلاص النية لله، فالنية لابد منها في العبادات، ولقد أجمع أهل العلم على وجوب النية ، وأنها لا تنعقد الاعمال إلا بها، عن ابى حفص عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئٍ ما نوى..)
وقراءة القران عبادة فلا تقبل الا اذا كان القصد منها طاعة الله ، فالإخلاصَ عمَلُ القلبِ، وهو محضُ النيَّةِ يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه". رواه النسائي
والإخلاص في قراءة القران شروط لقبول العمل ، فلا يريد بقراءته شهرة و لا مال ولا جاه وانما يرجو الثواب من الله جل وعلا .
ولا يلزم أن يجهر بالنية بل ولا يسن له ذلك، بل ولا يسن أن يقول النية ولو سراً؛ لأن النية محلها القلب ، قال في الروض: ومحلها -أي النية- القلب والتلفظ بها ليس بشرط.
❶ تعظيم للقرآن بأن نعتقد أنه أعظم الكلام وأفضله وأجلُّه على الإطلاق ، لا كان ولا يكون في الكلام مثله ولا قريباً منه ، وانه كامل ، وأنه لا نقص فيه بوجه من الوجوه ، وأنه سالمٌ من الاضطراب أو التعارض أو التناقض قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}،
ونحذر أشد الحذر من الاستهزاء بشيء من آياته أو الانتقاص لشيء من مضامينه ، فإن هذا كفرٌ بالله جل في علاه ، قال الله عز وجل: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ )
ومن تعظيم كتاب الله ، ان يصان ويرفع و لا يدنس او يمزق او يهمل و يترك يلعب به الأطفال، ولا تُمد الأرجل إليه ، ولا يُتكئ عليه ، ولا يُتوسَّد ، ولا يُلقى في الأرض ويُطرح ونحو ذلك ، فإن من التعظيم للقرآن أن يتجنَّب المرء ذلك كله.
❷- تعلم القران ، عن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ : الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران متفقٌ عَلَيْهِ.
وقد سُئِل سفيان الثوري رحمه الله عن الجهاد وإقراء القرآن فرجح الثاني، واحتجَّ بهذا الحديث .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن وتعلَّمه وعمِل به، أُلبِسَ يوم القيامة تاجاًمن نورٍ ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والديه حُلَّتان لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان: بما كُسينا؟ فيُقال: بأخذ ولدكما القرآن)).
❸- يستحب التطهر من الحدث الأصغر، اما الحدث الأكبر كالجنابة ،فلا يجوز أن يقرأ القرآن حتى يغتسل عن علي رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة ، هذا لمن كان يقرأ القرآن عن ظهر قلبه، اما من كان عن طريق المصحف فلا يقرأ الا وهو متوضئ من الحدث الأصغر و الأكبر.
❹- استخدام السواك قبل القراءة .
عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال ﷺ :( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ).
وعن علي - رضي الله تعالى عنه - قال: أمرنا بالسواك، وقال: إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك، فقام خلفه يستمع القرآن، ويدنو فلا يزال يستمع ويدنو، حتى يضع فاه على فيه، فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك.[إسناده صحيح]
روى ابن ماجة عن علي رضي الله عنه قال : «إِنَّ أَفْوَاهَكُمْ طُرُقٌ لِلْقُرْآنِ ؛ فَطَيِّبُوهَا بِالسِّوَاكِ» . وفى سنده انقطاع
قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص106): [وينبغي إذا أراد القراءة أن ينظِّفَ فَمَهُ بالسِّواك وغيره].
❺- يستحب استقبال القبلة عند القراءة اذا تيسر وليس بواجب .
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن سيد المجالس ما استقبل القبلة ) والحديث حسن إسناده الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الترغيب والترهيب " (3/107) .
❻- يستحب الإكثار من تلاوة القران الكريم في كل أوقات السنة وفى شهر رمضان اكثر قال تعالى ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ )
ومن اعظم الذنوب هجر تلاوة القرآن وهجر العمل به وهجر تطبيق احكامه قال تعالى (( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ))
ذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى-: أن هجر القرآن أنواع: هجر تحكيمه، وهجر سماعه، وهجر قراءته، وهجر تدبره، وهجر الاستشفاء به”.
❼- يستحب الاستعاذة لمن أراد الشروع في قراءة القران الكريم وليس بواجب ، وصيغتها بإن يقول( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وهذا هو المشهور .
قال تعالى: {فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ}.
❼ - (البسملة)
وصيغتها بسم الله الرحمن الرحيم ، وتقال عند أول كل سورةٍ (غير سورة براءة) لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعرف انقضاء السورة وابتداء السورة التي تليها عن طريق البسملة، إلا في موضعٍ واحد وهو ما بين الأنفال وبراءة.
❽-اذا مر بآية بها سجدة يسجد وتسمى سجدة التلاوة وصفتها سجدة واحدة وهي محددة في المصحف .
فاذا كان خارج الصلاة ومر بآية سجدة يكبر فقط عند السجود، ولا يسلم اذا رفع ويقول مثلما يقول في سجود الصلاة: (سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى) سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي ، ويدعو ربه بما تيسر من الدعاء.
ولا يشترط ان يكون على طهارة وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله قال وذلك لعدم الدليل، وقد كان النبي ﷺ يقرأ القرآن فيمر بالسجدة فيسجد ويسجد معه الناس، ولم يقل لهم: من ليس على طهارة لا يسجد، ومعلوم أن المجالس تضم من هو على وضوء ومن هو على غير وضوء، فلو كانت الطهارة شرطاً لقال لهم: لا يسجد معنا أحد إلا وهو على طهارة .
أما إذا كان في داخل الصلاة؛ فإنه يكبر عند السجود، ويكبر عند الرفع.
❾ -لا يجوز قراءة القرآن في أماكن قضاء الحاجة.
قال في "كشاف القناع" (1/60) : " ويحرم دخول الخلاء بمصحف إلا لحاجة . قال في الإنصاف : لا شك في تحريمه قطعاً
فلنحرِص على التحلي بِآدَابِ القرآن ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.